للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النصوص القرانية والأحاديث الصحيحة الشهيرة التي قد بلغت مبلغ التواتر أو كانت متواترة بالتحريف والتأويل بمقتضى رأيهم:

فقال: (ودع) أي: أترك وذر (عنك) غير محتفل به ولا مكترث له، ولا مهتم به، يقال ودع الشيء يدعه ودعا إذا تركه.

والنحاة يقولون: إن العرب أماتوا ماضي يدع ومصدره واستغنوا عنه بترك.

والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أفصح العرب وقد استعمله في قوله: "لينتهين (١) أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن اللَّه على قلوبهم" (٢).

وإنما يحمل قولهم على قلة استعماله فهو شاذ في الاستعمال صحيح في القياس، وقد جاء في غير حديث حتى قرئ به (قوله تعالى) (٣) {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: ٣] بالتخفيف (٤) وشذوذ الاستعمال إنما هو في الماضي منه ومصدره، وأما الأمر فشايع مشهور.

(آراء الرجال): الآراء جمع رأي مصدر رأى رأيًا مهموز، وهو التفكر في مبادئ الأمور.


(١) في الأصل: لينتهن, وفي "ظ" لينتهي، والمثبت من صحيح مسلم، وهو الصحيح.
(٢) رواه مسلم رقم (٨٦٥) في الجمعة باب التغليظ في ترك الجمعة؛ والنسائي (٣/ ٧٣) في الجمعه، باب التشديد في التخلف عن الجمعة من حديث أبي هريرة وابن عمر.
(٣) ساقطة من الأصل وأثبتها من "ظ".
(٤) قرأ الجمهور بالتشديد: (وما ودّعك).
وقرأ بالتخفيف: (ما ودعك): ابن عباس وعروة بن الزبير وابنه هاشم وابن أبي عبلة وأبو حيوة. انظر: فتح القدير للشوكاني (٥/ ٤٥٧) وهذا التفسير لكلمة ودع والرد على النحاة هو لابن الأثير.
انظر: النهاية (٥/ ١٦٥ - ١٦٦)؛ وجامع الأصول (٥/ ٦٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>