للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عثمان وعلي رضي اللَّه عنهما ظني ومحل خلاف واللَّه ولي الإنصاف (١).

إذا علمت هذا فاعلم أن عثمان بن عفان رضي اللَّه عنه أمه أروى وأمها أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

(وأروى أم عثمان (٢) بنت) كريز بضم الكاف وفتح الراء فزاي مصغر كرز، وكريز بن ربيع بن حبيب بن عبد شمس، ولد عثمان سادس سنة الفيل، وأسلم قديمًا على يد الصديق الأعظم قبل دخول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- دار الأرقم، وهاجر الهجرتين إلى الحبشة، وتزوج رقية بنت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل البعثة فماتت عنده في الثانية من الهجرة عند رجوع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من غزوة بدر العظمى، فلم يشهد عثمان رضي اللَّه عنه بدرًا لتخلفه بإذن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ليمرض رقية، فجاء البشير (٣) بنصر البشير (٤) عند دفنها وضرب له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بسهمه وأجره ثم زوجه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أختها أم كلثوم وماتت عنده أيضًا سنة تسع من الهجرة.

قال العلماء: ولا يعرف أحد تزوج بنتي نبي غيره ولذلك سمي بذي النورين، فهو رضي اللَّه عنه من السابقين الأولين، وأول المهاجرين، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، واحد الستة الذي توفي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو عنهم راض، وأحد الصحابة الذين جمعوا القرآن في المصحف، وأحد الخلفاء الراشدين، وكان جميلًا صوامًا قوامًا، وكثير التلاوة للقرآن العظيم.


(١) راجع لوامع الأنوار (٢/ ٣٥٦).
(٢) في النسختين وأبو أروى أم عثمان والتصحيح من مصادر ترجمة عثمان.
انظر: الاستيعاب (٨/ ٢٨) والإصابة (٦/ ٣٩١).
(٣) و (٤) البشير الأولى الرجل الذي أرسله النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ليبشر أهل المدينة بالنصر، والبشير الثانية هو النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.

<<  <  ج: ص:  >  >>