للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو يوسف يذمه قال: وهو عندي كأبرة الرفا طرفها دقيق ومدخلها ضيق وهي سريعة الإنكسار (١) ثم نفاه من بغداد فاختفى بالبصرة أيام الرشيد كما أشرنا إليه سابقًا.

قال العلامة شهاب الدين ابن خلكان (٢) فى تاريخه وفيات الأعيان: بشر بن غياث بن أبي كريمة المريسي الفقيه الحنفي المتكلم من موالي زيد بن الخطاب رضي اللَّه عنه أخذ الفقه عن القاضي أبي يوسف الحنفي إلا أنه اشتغل بالكلام وجرد (٣) القول بخلق القرآن وحكى عنه ذلك أقوال شنيعة وكان مرجئًا وإليه تنسب الطائفة المرجئة، وكان يقول إن السجود للشمس والقمر ليس بكفر ولكن علامة للكفر.

قال: وكان يناظر الإمام الشافعي رضي اللَّه عنه، وكان لا يعرف النحو فيلحن لحنًا فاحشًا، ويقال إن أباه كان يهوديًا صباغًا بالكوفة وروى الحديث عن حماد بن سلمة (٤)، وسفيان ين عيينة (٥)، وأبي يوسف القاضي وغيرهم (٦)، وتوفى فى


(١) الجواهر المضيئة (١/ ٤٤٨).
(٢) ابن خلكان تقدم (١/ ١١١).
(٣) جرد: تجرد للأمر أي جد فيه، مختار الصحاح (ص ٩٩) (جرد).
(٤) حماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة: محدث ثقة فقيه، مات سنة سبع وستين ومائة.
الكاشف (١/ ٢٥١)؛ وتقريب (ص ٨٢).
(٥) سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي أبو محمد الكوفي ثم المكي: محدث ثقة فقيه حافظ، مات سنة ثمان وتسعين ومائة.
تقريب (ص ١٢٨).
(٦) قال الخطيب البغدادي: أسند في الحديث شيئًا يسيرًا.
وقال الذهبي: لا ينبغي أن يروى عنه ولا كرامة.
تاريخ بغداد (٧/ ٥٦)، وميزان الإعتدال (١/ ٣٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>