للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صانع فإما أن يكون جوهرًا أو عرضًا وكلاهما محال إذا لا يعقل موجود إلا كذلك" (١) وقدمنا كلامه فيما مر. . . (٢).

وأما مذهب الخلف فحملوا قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥] على عدة محامل أشهرها عندهم بمعنى استولى (٣) فالاستواء (٤) هو القهر والغلبة، ومعناه الرحمن غلب العرش وقهره، يقال: استوى فلان على الناحية إذا غلب أهلها وقهرهم.

قال الشاعر:

قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف ودم مهراق (٥)

ورد بوجهين: أحدهما: أنه تعالى استولى على الكونين، والجنة والنار وأهلها، فأي فائدة في تخصيص العرش بالذكر ولا يكفي في الجواب أنه تعالى حيث قهر العرش على عظمته واتساعه فغيره أولى لأن الأنسب في مقام التمدح بالعظمة التعميم بالذكر لقهره الأكوان الكلية بأسرها ومن جملتها العرش.


(١) انظر: الفتوى الحموية؛ الكبرى (ص ١٠٢ - ١٠٣).
(٢) انظر (١/ ٣٤٩).
(٣) سيورد المؤلف الرد على من حصله على ذلك.
وانظر: جواب ابن تيمية رحمه اللَّه على ذلك في الفتاوى (٥/ ١٤٤) وما بعدها؛ وجواب ابن القيم عنه في مختصر الصواعق (٢/ ١٢٦ - ١٥٢).
وانظر أيضًا "شرح كتاب التوحيد في صحيح البخاري" للشيخ عبد اللَّه الغنيمان (١/ ٣٥٥) وما بعدها.
(٤) كذا في الأصل وفي هامش "ظ" لعله فالاستيلاء.
(٥) البيت ينسب للأخطل النصراني ولم أجده في ديوانه، وقال ابن تيمية رحمه اللَّه: "ولم يثبت نقل أنه شعر عربي وكان غير واحد من أئمة اللغة أنكروه وقالوا إنه بيت مصنوع لا يعرف في اللغة". =

<<  <  ج: ص:  >  >>