للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سفيان وقيل بنت أبي سفيان بن عبد شمس بن عبد مناف، أسلم قديمًا على يد أبي بكر الصديق وهو ابن سبع عشرة سنة قال: كنت ثالث الإسلام، وأنا أول من رمى بسهم في سبيل اللَّه، شهد المشاهد كلها مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، كان رضي اللَّه عنه قصيرًا غليظًا ذا هامة شثن (١) الأصابع آدم أفطس (٢) أشعر الجسد، مات في قصره بالعقيق قريبًا من المدينة فحمل على رقاب الرجال إلى المدينة وصلى عليه مروان بن الحكم وهو -أي مروان- يومئذ والي المدينة ودفن بالبقيع سنة خمس وخمسين وقيل سبع وخمسين وله بضع وسبعون سنة، وهو آخر العشرة موتًا، ولاه عمر وعثمان رضي اللَّه عنهم الكوفة روي له عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مائتان وسبعون حديثًا منها في الصحيحين ثمانية وثلاثون حديثًا اتفقا منها على خمسة عشر وانفرد البخاري بخمسة ومسلم بثمانية عشر، روى عنه عبد اللَّه بن عمر وجابر بن سمرة وعامر ومحمد ومصعب بنوه، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وابن المسيب، وأبو عثمان النهدي، وقيس بن أبي حازم وغيرهم.

(و) الثالث أبو محمد عبد الرحمن (بن عوف) بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الزهري يلتقي مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في كلاب بن مرة كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو فسماه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عبد الرحمن، وأمه الشفاء بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة أسلمت وهاجرت، وأسلم عبد الرحمن قديمًا على يد أبي بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنهما، وهاجر إلى الحبشة الهجرتين، وشهد المشاهد كلها مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وثبت يوم أحد، وصلى النبي


(١) شثن الأصابع: أي أنها تميلان إلى الغلظ والقصر، وقيل هو الذي في أنامله غلظ بلا قصر ويحمد ذلك في الرجال لأنه أشد لقبضهم. النهاية (٢/ ٤٤٤).
(٢) الفطس: انخفاض قصبة الأنف وانفراشها والرجل أفطس. النهاية (٣/ ٤٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>