للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي حديث أبي برزة رضي اللَّه عنه وقد سئل أسمعت رسول اللَّه يذكر في الحوض شيئًا؟ قال أبو برزة رضي اللَّه عنه: "لا مرة ولا مرتين ولا ثلاثًا ولا أربعًا ولا خمسًا فمن كذّب به فلا سقاه اللَّه منه" (١).

ومن ثم قال العلماء رضي اللَّه عنهم: "إن ممن يذاد عن حوض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- جنس المفترين على اللَّه وعلى رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- الكذب المحدثين في الدين ما ليس منه من الخوارج والروافض والجهمية وسائر أصحاب الأهواء المخلة، والبدع المضلة، وكذا المسرفون من الظلمة المفرطون في الظلم والجور وطمس الحق، وكذا المتهتكون (٢) في ارتكاب المناهي، والمعلنون في اقتراف المعاصي. . . " (٣).

ففي صحيح مسلم من حديث أنس رضي اللَّه عنه: "هل تدرون ما الكوثر؟ هو نهر أعطانيه ربي في الجنة عليه خير كثير ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد الكواكب يختلج (٤) العبد منهم فأقول يا رب إنه من أمتي (فيقول) (٥) إنك لا تدري ما أحدث بعدك" (٦).

وفي صحيح مسلم أيضًا من حديث حذيفة بن اليمان رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ليردن على الحوض أقوام فيختلجون دوني فأقول ربي أصحابي رب


(١) أخرجه أبو دارد رقم (٤٧٤٩) في السنة باب في الحوض.
قال المنذري في إسناده رجل مجهول (مختصر سنن أبي داود للمنذري ٧/ ١٣٧).
(٢) المتهتكون: قال في القاموس: "ورجل منهتك، ومتهتك، ومستهتك: لا يبالي أن يهتك ستره. . . "
والمعنى أنهم لا يبالون بالفضيحة (القاموس: هتك).
(٣) انظر: لوامع الأنوار (٢/ ١٩٧)، والتذكرة للقرطبي (٣٦٧).
(٤) يختلج: أي يجتذب ويقتطع. النهاية (٢/ ٥٩).
(٥) في الأصل: فقال، وفي "ظ": فيقال، وما أثبته من صحيح مسلم.
(٦) رواه مسلم رقم (٤٠٠) في الصلاة باب حجة من قال البسملة آية من أول كل سورة سوى براءة.

<<  <  ج: ص:  >  >>