للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله".

قوله في الحديث: الكلب -هو بفتح اللام قال الخطابي هو داء يعرض للإنسان من عضة الكلبِ الكلبَ وعلامة ذلك في الكلب أن تحمر عيناه ولا يزال يدخل ذنبه بين رجله فإذا رأى إنسانًا ساوره (١).

وفي رواية أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ستفترق أمتي ثلاثا وسبعين فرقة كلهم في النار إلا فرقة واحدة قيل له من هم يا رسول اللَّه؟ -يعني الفرقة الناجية- فقال: هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي" (٢).

وفي رواية ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة كلهم في النار إلا فرقة واحدة وهي ما كان (مثل) ما أنا عليه وأصحابي.

وقال بعض الأئمة هم -يعني الفرقة الناجية- أهل الحديث (٣) يعني الأثرية (٤)


(١) بقية كلام الخطابي -كما في معالم السنن (٤/ ٧) فإذا عقر هذا الكلب إنسانًا عرض له من ذلك أعراض رديئة منها أن يمتنع من شرب الماء حتى يهلك عطشًا حتى إذا سقي الماء لم يشربه فالكلب داء عظيم إذا تجارى بالإنسان تمادى وهلك.
(٢) هذه الرواية أخرجها الترمذي (٢٦٤١)؛ والحاكم (١/ ١٢٨ - ١٢٩) والمروزي في السنة (ص ١٨)، وابن وضاح في البدع والنهي عنها ص ٨٥؛ والآجري في الشريعة (ص ١٥)؛ واللآلكائي في شرح السنة (١/ ٩٩) رقم (١٤٧)؛ وقال الترمذي: حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه.
(٣) قال شيخ الإسلام: الفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة وهم الجمهور الأكبر والسواد الأعظم وهم أهل الحديث والسنة.
الفتاوى (٣/ ٣٤٥، ٣٤٧).
(٤) الأثرية: نسبة إلى اتباع أثر الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-.

<<  <  ج: ص:  >  >>