للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال في النهاية: "الكفر صنفان: أحدهما الكفر بأصل الإيمان وهو ضده، والآخر الكفر بفرع من فروع الإسلام فلا يخرج به عن أصل الإيمان".

قال: "وقيل الكفر على أربعة أنحا:

كفر إنكار بأن لا يعرف اللَّه أصلا ولا يعترف به.

وكفر جحود، ككفر إبليس يعرف اللَّه بقلبه ولا يقر بلسانه.

وكفر عناد، وهو أن يعترف بقلبه ويعترف بلسانه ولا يدين به حسدًا وبغيًا ككفر أبي جهل وأضرابه.

وكفر نفاق، وهو أن يقر بلسانه ولا يعتقد بقلبه.

قال الهروي (١) سئل الأزهري (٢) عمن يقول بخلق القرآن أتسميه كافرًا؟

فقال الذي يقوله كفر فأُعيد عليه السؤال ثلاثًا، وهو يقول مثل ما قال، ثم قال في الآخر قد يقول المسلم كفرًا" (٣).


(١) أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الهروي أبو عبيد الشافعي: العلامة اللغوي المؤدب، صاحب: الغريبين في الجمع بين غربتي القرآن والحديث من الكتب النافعة طبع الجزء الأول منه، مات سنة إحدى وأربع مائة.
سير أعلام النبلاء (١٧/ ١٤٦ - ١٤٧)؛ وفيات الأعيان (١/ ٩٠).
(٢) الأزهري: محمد بن أحمد بن الأزهري طلحة الأزهري الهروي اللغوي الشافعي أبو منصور، كان رأسًا في اللغة والفقه، ثقة ثبتا دنيا، له كتاب: تهذيب اللغة المشهور؛ وكتاب التفسير؛ وكتاب تفسير ألفاظ المزني؛ وكتاب الأسماء الحسنى؛ وغيرها، توفي سنة سبعين وثلاثمائة.
سير أعلام النبلاء (١٦/ ٣١٥)؛ وطبقات السبكي (٣/ ٦٣).
(٣) انظر النص في لسان العرب (٦/ ٤٦٠) (كفر)؛ وفي النهاية لابن الأثير (٤/ ١٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>