للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المؤمنين في دار كرامته ينكر يمينه تعالى وتقدس. وكلتا يديه تبارك وتعالى (الواو) ابتدائية وكلتا مبتدأ، ويديه مضاف (١) إليه و (بالفواضل): جمع فاضلة وهي النعم الجسيمة والأيادى الجميلة، وفواضل المال ما يأتيك من غلته ومرافقه.

ولذا قيل: إذا عزب المال قلت فواضله (٢).

متعلق (٣) بقوله: (تنضح) بفتح التاء المثناه فوق مبنيًا للفاعل من النضح، وهو الرش والسقي، يقال: نضح النخل إذا سقاها بالسانية ونضح الحلة نثر ما فيها والمراد تنعم وتعطي الكثير والقليل، والجملة خبر المبتدأ، والجملة من عند قوله: وكلتا يديه حالية.

وينكر الجهمي أيضًا سائر صفاته الخبرية (٤) من الوجه والعين واليد ونحوها مما أضيف إلى اللَّه تعالى مما وردت به الآيات والأحاديث، مما يوهم التشبيه والتجسيم (٥) تعالى اللَّه عن ذلك علوًا كبيرًا، فإن اللَّه تعالى مخالف لجميع الحوادث فذاته لا تشبه الذوات، وصفاته لا تشبه الصفات، فلا يشبهه شيء من خلقه، ولا يشبه هو شيئًا من خلقه، بل هو منفرد عن جميع المخلوقات، ليس كمثله شيء لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، له الوجود المطلق، فلا يتقيد بزمان، ولا


(١) في النسختين: ويديه مضاف إلى كلتا وهو خطأ.
(٢) أي إذا بعدت الصيغة قل المرفق منها، وكذلك الإبل إذا عزبت قل انتفاع ربها بدرها. النهاية (٣/ ٤٥٦).
(٣) أي الجار والمجرور (بالفواضل).
(٤) نقل الشارح هذا المبحث من أقاويل الثقات (ص ١٣٤ - ١٣٩) ببعض التصرف.
(٥) هذه شبهة يتعلق بها بعض أهل البدع ليتوصلوا بها إلى إنكار أو تأويل الصفات، والصحيح أنه ليس في كلام اللَّه وكلام رسوله ما يوهم تشبيها ولا تجسيمًا، فإن اللَّه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>