للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: تلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هذه الآية: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف: ١٤٣] قال يا موسى إنه لن يراني حي (١) إلا مات، ولا يابس إلا تدهده (٢) ولا رطب إلا تفرق، وإنما يراني أهل الجنة الذين لا تموت أعينهم، ولا تبلى أجسادهم (٣).

وأما رؤية الباري في الموقف، فتحصل حتى لمنافقى هذه الأمة، بل زعم جماعة أنها تحصل في الموقف حتى للكافرين ثم يحجبون (٤). وباللَّه التوفيق.

قال الناظم -روح اللَّه روحه- (وقد ينكر الجهمي) أي المعتقد اعتقاد جهم بن صفوان، ومن وافقهم من المعطلة، والقرامطة، والباطنية، والفلاسفة، وذويهم (أيضًا): مصدر آض يئيض أيضًا إذا رجع أي مع إنكاره لرؤيته تعالى وتجليه لعباده


= (١٨) (ص ٥٢ - ٥٣) ومن طريقه ابن القيم في حادي الأرواح (ص ٣٢٢ - ٣٢٣).
(١) في النسختين: (أحد) والمثبت من الحلية ومن نوادر الأصول.
(٢) تدهده: أي تدحرج. النهاية (٢/ ١٤٣).
(٣) رواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ص ٣١٦) ومن طريقة أبو نعيم في الحلية (١٠/ ٢٣٥).
(٤) قال ابن القيم رحمه اللَّه في حادي الأرواح (ص ٢٨٠): "وقد دلت الأحاديث الصحيحة الصريحة على أن المنافقين يرونه تعالى في عرصات القيامة، بل والكفار أيضًا كما في الصحيحين من حديث التجلي يوم القيامة وفي هذه المسألة ثلاثة أقوال لأهل السنة:
أحدها: أن لا يراه إلا المؤمنون.
والثاني: يراه جميع أهل الموقف مؤمنهم وكافرهم، ثم يحتجب عن الكفار فلا يرونه بعد ذلك.
والثالث: يراه المنافقون دون الكفار. انتهى.
والصحيح أنه سبحانه يتجلى للخلق عامة في الموقف كما في الحديث الصحيح، وقد أشار إلى ذلك الشارح رحمه اللَّه (١/ ٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>