للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أن قال: ويدل على إبطال التأويل أن الصحابة والتابعين لهم بإحسان حملوها على ظواهرها، ولم يتعرضوا لتأويلها، ولا صرفها عن ظواهرها، فلو كان التأويل سائغًا لكانوا إليه أسبق لما فيه من إزالة غبار التشبيه ورفع الشبهة. انتهى (١).

قال القرطبي: قال الإمام الترمذي (٢) بعد ذكره حديث: "ما تصدق أحد بصدقة إلا أخذها الرحمن في يمينه. . . " (٣).

"وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث، وما أشبهه من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا نثبت الروايات في هذا ونؤمن بها، ولا نتوهم، ولا يقال كيف، هكذا روى عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة وعبد اللَّه بن المبارك، وهذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات، وقالت هذا تشبيه.

وفد ذكر اللَّه تعالى في غير موضع من كتابه اليد ونحوها فتأولت الجهمية هذه الصفات وفسروها على غير ما فسر أهل العلم فقالوا إن اللَّه لم يخلق آدم بيده، وقالوا معنى اليد هنا القدرة" (٤).

وقال ابن عبد البر: (٥) "أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة


(١) انظر إبطال التأويلات لأبي يعلى (١/ ٧١) وقد نقل ذلك عن أبي يعلى ابن تيمية.
انظر: الحموية (ص ١٤٦).
(٢) الترمذي: تقدم (١/ ١٤٣).
(٣) الحديث رواه أحمد (٢/ ٢٦٨، ٥٣٨)، والبخارى (١٤١٠)، (٧٤٣٠)؛ ومسلم (١٤/ ١٠)، والترمذي (٦٦١ - ٦٦٢)، وابن ماجة (١٨٤٢) كلهم من حديث أبي هريرة.
(٤) انظر: جامع الترمذي (٣/ ٤١ - ٤٢) رقم (٦٦١ - ٦٦٢).
(٥) تقدم (١/ ١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>