للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحاصل أن الرأي المذموم هو الذي مستنده الحدس والتخمين والخرص والتفكير، فهذا الذي ذمه السلف وعابوه وحذروا منه (وأنبوّة) (١) بخلاف الرأي المستند إلى استدلال واستنباط من النص وحده، أو من نص آخر معه في الأحكام فهذا من أحسن فهم النصوص وأدقه وأنفعه، وكل ما ورد عن السلف مما يشعر بمدح الرأي وقبوله فالمراد به هذا، وما يشعر بالذم والتحذير فالمراد به الأول (٢) واللَّه أعلم.

ثم قال الناظم -رحمه اللَّه تعالى- (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بما في جوابه من فعل وشبهه على المشهور.

و (ما): زائدة لمزيد إثبات ما بعدها.

(اعتقدت): الاعتقاد هو حكم الذهن الجازم فإن وافق الواقع فهو اعتقاد صحيح، وإن خالف الراقع في نفس الأمر فهو اعتقاد فاسد وحاصل تعريف الاعتقاد: أنه أمر خبري يحتصل متعلقه النقيض عند الذاكر على الفرض والتقدير ثم ينظر فإن طابق هذا الاعتقاد لما في نفس الأمر فهو اعتقاد صحيح وإلا ففاسد، وتقدم في صدر الشرح لهذه المنظومة ما لعله يشفي ويكفي (٣).

(الدهر)؛ أي مد الزمان الطويل والأمد الممدود وهو بفتح الدال المهملة وسكون الهاء وقد تفتح أمد مفعولات اللَّه في الدنيا أو فعله لما قبل الموت.


(١) كذا في النسختين ولعل الصحيح: أبنوه، ومعناها: ذكروه بسوء وقبح وقد مرت هذه الكلمة (١/ ١٣٥).
(٢) لمعرفة المزيد من التفصيل حول الرأي الممدوح والمذموم راجع: جامع بيان العلم (٢/ ٥٥) وما بعدها و (١٣٨) وما بعدها؛ وأعلام الموقعين (١/ ٦٦) وما بعدها؛ ولوامع الأنوار (١/ ٨).
(٣) انظر: (١/ ١٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>