للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزعم الدهرية والمعطة أن الدهر حركات الفلك وأمد العالم ولا شيء عندهم سواه، وهذا خطأ فاحش وكفر عظيم، وإنما الدهر هو الزمان وهو مخلوق من جملة خلق اللَّه تعالى، وغلط من عد من أسمائه تعالى وتقدس (١) والجمع أدهر ودهور.

(يا صاح): مرخم صاحب وهو شاذ لعدم علميته، ولكنه استعمل كثيرًا.

(هذه): الأصول المذكورة في هذه المنظومة فإنه ضمنها جملة صالحة من المسائل الاعتقادية السلفية التي قد خالف فيها أكثر الناس من المعتزلة والقدرية والجبرية والخوارج والروافض والمرجئة والجهمية والفلاسفة والملاحدة ومن نحا نحوهم.

وقد أشرنا إلى خلاف كل طائفة من هؤلاء في الأصل الذي خالفوا أهل السلف وأصحاب الأثر فيه فراجعه تظفر بما تريد.


(١) ورد في الحديث عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: قال اللَّه تعالى: "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار" وفي رواية: لا تسبوا الدهر فإن الدهر هو اللَّه" رواه البخاري.
قال الشافعي في تأويله -واللَّه أعلم-: "إن العرب كان من شأنها أن تذم الدهر وتسبه عند المصائب التي تنزل بهم من موت وهرم أو تلف وغير ذلك فيقولون: إنما يهلكنا الدهر وهو الليل والنهار، ويقولون: أصابتهم قوارع الدهر وأبادهم الدهر، فيجعلون الليل والنهار اللذين يفعلان ذلك، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لا تسبوا الدهر على أنه الذي يفعل بكم هذه الأشياء فإنكم إذا سببتم فاعل هذه الأشياء فإنما تسبون اللَّه عز وجل فإن اللَّه فاعل هذه الأشياء".
راجع مناقب الشافعي للبيهقي (١/ ٣٣٦ - ٣٣٧)؛ وتيسير العزيز الحميد (ص ٦٠٨)؛ وفتح الباري (٨/ ٣٣٧ - ٣٣٨)؛ ولوامع الأنوار (٢/ ٤٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>