للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقدم ما نقلناه من الآثار عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الدين من أهل السنة والجماعة المعتبرين وأئمة الحدث وأعلام علماء الصوفية أهل المعرفة والتمكين بأن الإيمان قول باللسان وعقد بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة ويضعف بالعصيان واللَّه ولي الإحسان (١).

ولما ذكر الناظم -رحمه اللَّه تعالى- الإيمان وأنه قول وفعل ونية وأنه يزيد وينقص بعد نهيه عن القول بتكفير أهل الصلاة وإن اقترفوا كبائر الذنوب أردف ذلك بالنهي عن اعتقاد رأى الخوارج فقال: (ولا تعتقد) بجنانك. . . (٢) (رأى الخوارج): جمع خارج وأصلهم الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفارقوه


= وابن الجوزي في الموضوعات (١/ ١٣٠)؛ والسيوطي في اللآلي (١/ ٣٦ - ٣٧)؛ وابن عراق في تنزيه الشريعة (١/ ١٥٠)؛ والشوكاني في الفوائد المجموعة (ص ٤٥٠).
قال ابن الجوزي: "هذا حديث موضوع على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وفيه آفتان: أحمد بن محمد ابن حرب، قال ابن عدي وابن حبان: كان كذابًا يضع الحديث وابن حميد كذّبه أبو زرعة وابن واره وغيرهما" انتهى.
وقال ابن القيم -رحمه اللَّه- في المنار المنيف (ص ١١٩): "وكل حديث فيه: "إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص" فكذب مختلق.
وقابل من وضعها طائفة أخرى فوضعوا أحاديث على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "الإيمان يزيد وينقص".
وهذا كلام صحيح وهو إجماع السلف، حكاه الشافعي وغيره، ولكن هذا اللفظ كذب على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . " انتهى.
وقال الفيروزآبادي في خاتمة سفر السعادة (ص ١٤٨): "باب الإيمان وما هو مشهور كالإيمان قول وعمل ويزيد وينقص، والإيمان لا يزيد ولا ينقص، لم يثبت عن حضرة الرسالة في هذا المعنى شيء وهو من أقوال الصحابة والتابعين" انتهى.
(١) انظر: هذا المبحث في لوامع الأنوار (١/ ٤١٩ - ٤٢٠).
(٢) بعدها في "ظ": ولا تقل بلسانك.

<<  <  ج: ص:  >  >>