للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضًا:

قالوا ترفضت قلت كلا ... ما الرفض ديني ولا اعتقادي

لكن توليت غير شك ... خير إمام وخير هاد

إن كان حب الولي رفضًا ... فإنني لم أرْفَضُ العباد (١)

ولي الإمام أمير المؤمنين علي الأنزع البطين (٢) الخلافة بعد أن استشهد عثمان بن عفان، فإنه لما قتل عثمان جاء الناس يهرعون إلى علي فقالوا: نبايعك فمد يدك فلابد للناس من أمير فقال علي: ليس ذلك إليكم إنما ذلك إلى أهل بدر فمن رضي به أهل بدر فهو خليفة، فلم يبق أحد من أهل بدر إلا أتى عليًا فقالوا: ما نرى أحدًا أحق بها منك مد يدك نبايعك فبايعوه (٣). وهرب مروان وولده، وزعم بعض الناس أن طلحة والزبير إنما بايعا كارهين غير طائعين، ثم خرجا إلى مكة، وأم المؤمنين عائشة بها فأخذاها وخرجا إلى البصرة يطلبون بدم عثمان، فبلغ ذلك عليًا فخرج إلى العراق فلقي طلحة والزبير ومن معهما وهي وقعة الجمل وكانت في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وقتل بها طلحة والزبير رضي اللَّه عنهما، وبلغت القتلى ثلاثة عشر ألفًا وأقام علي بالبصرة خمس عشرة (٤) ليلة ثم انصرف إلى الكوفة ثم خرج عليه معاوية


= وذكر أبو نعيم في الحلية (٩/ ١٥٢): أن بعض الناس عاب الشافعي لفرط ميله إلى أهل البيت وشدة محبته لهم إلى أن نسبه بعضهم إلى الرفض فقال الأبيات ردًا عليهم.
وقد وردت الأبيات أيضًا في المصادر الآتية: سير أعلام النبلاء (١٠/ ٥٨) وفي الوافي بالوفيات (٢/ ١٧٢) والنجوم الزاهرة (٢/ ١٧٧) والانتقاء (٩٠ - ٩١) وفي معجم الأدباء (١٧/ ٣٢٠) وفي ديوانه (ص ٩٠).
(١) ديوان الشافعي (ص ٦٣).
(٢) الأنزع البطين: تقدم معناها (٢/ ٢٣).
(٣) انظر: أسد الغابة (٤/ ١١٣) وطبقات ابن سعد (٣/ ٣١) والبداية (٧/ ٢٢٥) وما بعدها، الكامل (٣/ ٩٨) وما بعدها، تاريخ الخلفاء (١٧٤).
(٤) في الأصل خمسة عشر والمثبت من "ظ"، وهو الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>