للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأيضًا قصد الناظم بما ذكر الإشارة إلى إثبات عذاب القبر وأن الإيمان به واجب وكذا الإيمان بمنكر ونكير.

قال أبو المعالي (١) من علمائنا: "وعذاب القبر وإحياء الموتى في قبورهم ومسآءلة منكر ونكير لهم ثابت وواجب القول به وأنه يعذب بعد أن ترد الروح إليه فعذاب القبر حق وحكمة وعدل على الجسم والروح يشتركان فيه كما اشتركا في المعصية وإن كان نعيم كان كذلك على الجسم والروح فيشتركان في النعيم كما اشتركا في الطاعة خلافًا للمعتزلة في إنكارهم عذاب القبر ومسألة منكر ونكير لإعادة الأرواح في القبور.

خلافًا لابن جرير في قوله يعذب في قبره من غير أن ترد الروح إليه ويحس بالألم وإن كان غير حي (٢).

وقد مر في صحيح الأخبار ما يرد هذا وأمثاله من سائر طوائف أهل الإنكار وباللَّه التوفيق.


(١) أبو المعالي: أسعد ويسمى محمد بن المنجا بن بركات ابن المؤمل التنوخي المعري ثم الدمشقي وجيه الدين أبو المعالي، ويقال في أبيه أبو المنجا، وفي جده أبو البركات فقيه، ارتحل إلى بغداد وبها تفقه وبرع في المذهب الحنبلي وتولى القضاء بحران. من تصانيفه: "الكفاية في شرح الهداية" في بضعة عشر مجلدًا، "والخلاصة" و"العمدة" وكلها في الفقه، توفى سنة ست وستمائة.
ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (٢/ ٤٩ - ٥٠)، وسير أعلام النبلاء (٢١/ ٤٣٦)، وشذرات الذهب (٥/ ١٨ - ١٩).
(٢) الصحيح ما ذكره المؤلف أن العذاب يقع على الروح والبدن معًا. راجع في هذه المسألة: مجموع الفتاوى (ج ٤/ ٢٨٢) وما بعدها، الروح لابن القيم (ص ٧٢) وما بعدها، فتح الباري (ج ٣/ ٢٧٧) وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>