للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين النفختين، قالا والمسألة في القبر إنما تقع في ذلك الوقت.

وأما أبو على الجبائي (١) وابنه أبو هاشم (٢) والبلخي (٣) فأثبتوا عذاب القبر لكنهم نفوه عن المؤمنين وأثبتوه لأصحاب التخليد من الكفار والفساق على أصولهم (٤) واللَّه تعالى الموفق.

ثم أشار الناظم إلى إثبات حوض المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال:

(ولا) تنكرن أيضًا جهلًا وعنادًا وسفهًا وإلحادًا (الحوض) وأل فيه للعهد وبدلًا عن الإضافة أي حوض النبي المصطفى نبينا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- فإنه حق ثابت بإجماع أهل الحق وسنده من الكتاب قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: ١].

وفي السنة ما هو مشهور بل متواتر، قال الحافظ جلال الدين السيوطي في كتابه "البدور السافرة" (٥) ورد ذكر الحوض من رواية بضعة وخمسين صحابيًا منهم الخلفاء الأربعة الراشدون وحفاظ الصحابة المكثرون وغيرهم (٦) رضوان اللَّه عليهم أجمعين".


= فقال أبو الهذيل والمريسي: من خرج عن سمة الإيمان فإنه يعذب بين النفختين. . . ".
(١) الجبائي تقدم (١/ ١٦٧).
(٢) أبو هاشم تقدم (١/ ١٨٦).
(٣) عبد اللَّه بن أحمد بن محمود الكعبي البلخي الخراساني أبو القاسم أحد أئمة المعتزلة كان رأس طائفة منهم تسمى "الكعبية" وهو من أهل بلخ أقام ببغداد مدة طويلة وتوفى ببلخ سنة ٣١٩. الأعلام (٤/ ٦٥).
(٤) انظر: الروح (ص ٨٠)، ولوامع الأنوار (٢/ ٢٣).
(٥) اسمه الكامل: (البدور السافرة عن أمور الآخرة) طبع في الهند سنة ١٣١١ وفي باكستان سنة ١٣٣٧، وطبع أخيرًا في مصر ونشرته مكتبه القرآن والنص فيه (ص ١٦٤).
(٦) قال القرطبي في المفهم تبعًا للقاضي عياض روى أحاديث الحوض عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الصحابة ما ينيف على الثلاثين منهم في الصحيحين ما يزيد على العشرين وفي غيرهما بقية ذلك. انظر: فتح الباري (١١/ ٤٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>