للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رؤية اللَّه تعالى مختصة في الجنة بمؤمني البشر من الذكور دون النساء فإنهن لا يرينه تعالى (١).

وخصها العز بن عبد السلام (٢) بالبشر دون الملائكة، واحتج لاختصاص البشر بقوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: ١٠٣] فإنه عام خص بالآية


(١) ذكر ابن كثير رحمه اللَّه في النهاية (١٢/ ١٨٤) ما يلي: "وقد حكى بعض العلماء خلافًا في النساء، هل يرين اللَّه عز وجل في الجنة كما يراه الرجال؟ فقل لا، لأنهن مقصورات في الخيام، وقيل بلى لأنه لا مانع من رؤيته تعالى في الخيام وغيرها.
وقد قال اللَّه تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (٢٢) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ}.
وقال تعالى: {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ}.
وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنكم ستررن ربكم عز وجل كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن إستطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا".
وهذا عام في الرجال والنساء واللَّه أعلم.
وقال بعض العلماء قولًا ثالثًا وهو: أنهن يرين اللَّه في مثل أيام الأعياد فإنه يتجلى في مثل أيام الأعياد لأهل الجنة تجليًا عامًا فيرينه في مثل هذه الحال دون غيرها. وهذا القول يحتاج إلى دليل خاص عليه واللَّه أعلم انتهى.
وقد رجح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه رؤية النساء لربهن لعموم الأدلة الواردة في ذلك، ولورود أدلة خاصة أيضًا في ذلك. مثل حديث أنس وغيره، وقد صرح في بعض طرقه بأن النساء يرينه في الأعياد، ثم جمع بين الأحاديث العامة في ذلك والأحاديث الخاصة، وأنه لا تنافي بينها وأن الزيادة في هذه الأحاديث، أي رؤية النساء هي بمنزلة خبر مستقل. انتهى، وقد أطال رحمه اللَّه في الإستدلال على ذلك.
راجع مجموع الفتاوي (٦/ ٤٠١) وما بعدها.
(٢) العز بن عبد السلام: عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن بن محمد بن مهذب السلمي -العز بن عبد السلام- أبو محمد فقيه أصولي مفسر مشارك في كثير من العلوم، له مصنفات كثيرة، توفى سنة ستين وستمائة.
انظر: طبقات الشافعية الكبرى (٨/ ٢٠٩)، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (٢/ ١٣٧)؛ ومعجم المؤلفين (٥/ ٢٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>