للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان هذا سبيله فهو الحصن الحصين، وباللَّه التوفيق (١).

وقول الناظم -رحمه اللَّه تعالى-: (وقل) بلسانك معتقدًا بجنانك (إن عذاب القبر) واحد القبور ويجمع أيضًا جمع قله على أقبر، ويقال لمدفن الموتى مقبر.

قال الشاعر: (٢)

لكل أناس مقبر في فنائهم ... فهم ينقصون والقبور تزيد

قال القرطبي: اختلف في أول من سن القبر، فقيل الغراب في قصة قتل هابيل، وقد قيل: إن قابيل كان يعرف الدفن، ولكن ترك أخاه استخفافًا به، فبعث اللَّه الغراب ليبحث في الأرض -يعني التراب- على هابيل ليدفنه كذا في التذكرة (٣).

وقيل: إن اللَّه بعث غرابين فاقتتلا فقتل أحدهما الآخر ثم حفر له حفرة فدفنه، ففعل قابيل بأخيه كذلك، فكان ندمه لعدم هدايته أن يفعل كما فعل الغراب فصار الدفن سنة في بني آدم (٤).

وفي التنزيل: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} [عبس: ٢١] أي جعل له قبرًا يوارى فيه إكرامًا له، ولم يجعله مما يلقى على وجه الأرض تأكله الطير والعوافي (٥).

(بالحق): الذي يرادف الصدق أو هو أخص منه.

قال العلماء: الحق هو الحكم المطابق للواقع وقد يطلق على الأقوال والعقائد


(١) كتب في هامش "ظ" بلغ مقابلة.
(٢) هو عبد الرحمن بن ثعلبة الحنفي والبيت في لسان العرب (٦/ ٣٧٦) (قبر).
(٣) التذكرة للقرطبي (ص ١١٥).
(٤) نفس المصدر.
(٥) انظر: التذكرة لقرطبي (ص ١١٥)؛ ولوامع الأنوار (٢/ ٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>