للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: ٢٨]. {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: ٢٥٥].

وقد ورد في هذا الباب ما يزيد على الإسهاب، وقد ذكرنا ما لعله يقلع شروش (١) الاختلاج (٢) من خواطر من أذعن للنصوص النبوية والآثار المصطفوية، ولم يجنح لأهل الزيع والاعوجاج وخلع ربقة التقليد من عنقه ولم يتماد مع هواه وحمقه. فالنصوص متواترة والآثار متظافرة، والعقل الصحيح (لا يحيد عن ذلك) (٣) والنقل الصريح ناطق بما هنالك.

فدع عنك نحلة أهل البدع والضلال وانهج سبيل من اتبع أهل الحق تسلم من الوبال، فإثبات الشفاعة حق لازم وصدق جازم فلا عقل يحيله ولا نقل يزيله، وما


= سننه (٢/ ٩٨٢) رقم (٢٩٤٤)؛ وابن خزيمة في صحيحه (٤/ ٢٢٠)؛ وابن حبان في صحيحه الإحسان (٦/ ١٠)؛ والحاكم في المستدرك (١/ ٤٥٧)؛ والأزرقي في أخبار مكة (١/ ٣٢٣)؛ والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٨٢) رقم (٢) من عدة طرق عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يأتي هذا الحجر يوم القيامة وله عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد لمن استلم بحق". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي.
(١) و (٢) الاختلاج: الهم والشك وانشغال الصدر.
شروش: كذا في النسختين بالشين المعجمة، ولم أجد معناها في اللغة فلعلها شروس بالسين المهملة تصحفت من النساخ فلها في اللغة ما يناسب المعنى هنا وهو: نبات له شوك، فيكون المعني هنا: أتينا بما يقلع أصول الهم، والانشغال من صدور من انقاد وأسلم للنصوص النبوية كما تقلع أصول الشجر" واللَّه أعلم.
راجع: تاج العروس ولسان العرب (خلج، شرس).
(٣) في "ظ": لا يحيل ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>