للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(دان) أى تعبد وأطاع (الأتقياء) جمع تقي من الوقاية، يقال: وقاه فاتقى فالوقاية فرط الصيانة (١). فالتاء من التقوى مبدلة من الواو لأن أصلها من الوقاية وتقديرها يوتقى فقلبت وأدغمت فلما كثر استعمالها توهموا أن التاء من نفس الكلمة فقالوا اتقى يتقي بفتح الياء فيهما وربما قالوا: اتقى يتقي مثل رمى يرمي.

والتقوى في الشرع: اسم لمن يقي نفسه عما يضره في الآخرة وله ثلاث مراتب (٢):

الأولى: التوقي عن العذاب المخلد بالتبري عن الشرك وعليه قوله تعالى {إِوَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} [الفتح: ٢٦].

الثانية: التجنب عن كل ما يؤثم من فعل أو ترك حتى الصغائر عند قوم وهو


= وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللَّه في كتابه التسعينية (ص ١٤٣) ما نصه بالحرف الواحد: الوجه الثاني أن أحدًا من السلف والأئمة لم يقل أن القرآن قديم وأنه لا يتعلق بمشيئته وقدرته انتهى.
وفي تنبيه ابن سحمان في حاشية لوامع الأنوار للمؤلف (١/ ١٣١) قال: فقوله: كلامه سبحانه قديم هو من جنس ما قبله من الألفاظ المبتدعة المخترعة التي لم ينطق بها سلف الأمة وأئمتها والذي عليه أهل السنة والجماعة المخالفون لأهل البدع أن كلام اللَّه سبحانه وتعالى حادث الآحاد قديم النوع وأنه يتكلم بمشيئته وقدرته إذا شاء لا يمتنع عليه شيء أراده وأن اللَّه تعالى متصف بالأفعال الإختيارية القائمة به فهر سبحانه قد تكلم في الأزل بما شاء ويتكلم فيما لم يزل بقدرته ومشيئته بما أراد وهو الفعال لما يريد: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.
انظر: لوامع الأنوار (١/ ١٣١) للمؤلف.
(١) انظر: تفسير البيضاوي (١/ ١٦).
(٢) انظر: تفسير البيضاوي (١/ ١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>