للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: القول وحده، وهو مذهب الكرامية.

الثالث: العمل وحده وعزاه الكرماني (١) في شرح البخاري للمعتزلة -ولعله قول لبعضهم- وأما مذهب المعتزلة فقد قدمنا أنه كمذهب السلف إلا أنهم يخرجون مرتكبي الكبائر من الإيمان، من ترك مأمور، أو معاطاة محظور ويخلدونه إذا مات على كبيرته في النار، فهذا مذهب إمامهم واصل بن عطاء (٢)؛ وعمرو بن عبيد (٣)، والجبائي (٤) وغيرهم وهو من شر مذاهب أهل البدع (٥).

الخامس: قول المرجئة وهو مركب ثنائي من التصديق والقول باللسان فقط.

تنبيه: هل القول بقبول الإيمان للزيادة والنقصان مختص بمذهب السلف ومن تبعهم ممن يدخل الأعمال فيه من الحلف كالقلانسي (٦) وغيره من الأشاعرة أو يعم مذهب من قال إنه التصديق فقط؟

الحق كما قاله الإمام النووي (٧) وغيره وجماعة من محقق علماء الكلام أن الزيادة والنقصان تدخل الإيمان، ولو قيل إنه التصديق والإذعان (٨) لأن التصديق


(١) محمد بن يوسف بن علي بن سعيد شمس الدين الكرماني: عالم بالحديث، أصله من كرمان واشتهر في بغداد، له مصنفات كثيرة منها: الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري وغيره، توفى سنة ٧٨٦ هـ.
طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (٣/ ٢٤٥)؛ والدرر الكامنة (٥/ ٧٧)؛ والأعلام (٧/ ١٥٣)
(٢) واصل بن عطاء: تقدم (١/ ١٩٢).
(٣) تقدم (١/ ١٨٨).
(٤) الجائي: تقدم (١/ ١٨٦).
(٥) انظر ما تقدم (٢/ ٢٧٥، ٢٩١ - ٢٩٢).
(٦) تقدم (٢/ ٢٩٥).
(٧) تقدم (١/ ٣١١).
(٨) هذا الرأي هو للنووي رحمه اللَّه وهو يخالف رأي المتكلمين كما ذكره عنهم: فإنه قال: =

<<  <  ج: ص:  >  >>