للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال الناظم -رحمه اللَّه تعالى-: (ولا تك) بحذف النون تخفيفًا -كما مر أول القصيدة- واسمها ضمير يرجع للمخاطب و (مرجئا) خبرها.

والمرجئة: هم الذين يرجئون الأعمال عن النية والاعتقاد أي يؤخرونها فلذلك سموا المرجئة من الإرجاء وهو التأخير، أو لأنهم يقولون: لا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، لأن الإيمان عندهم هو التصديق والقول.

وعند الجهمية: مجرد التصديق.

وعند الكرامية: مجرد قول اللسان فقط كما مر، وربما سمى متكلموا المرجئة وفقهاؤهم الأعمال إيمانًا مجازًا لأن العمل ثمرة الإيمان ومقتصاه ولأنها دليل عليه ويقولون في قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة أفضلها قول لا إله إلا اللَّه وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" (١): هذا مجاز.

قال شيخ الإسلام -روح اللَّه روحه- في كتابه شرح الإيمان والإسلام:

المرجئة ثلاثة أصناف: الأول الذين يقولون الإيمان مجرد ما في القلب. ثم من هؤلاء من يدخل فيه أعمال القلوب وهم أكثر فرق المرجئة كما ذكر أبو الحسن الأشعري أقوالهم في كتابه (٢) وذكر فرقًا كثيرة يطول ذكرهم ومنهم من لا يدخلها كالجهم بن صفوان ومن اتبعه كا (الصالحي) (٣) (وهذا


(١) رواه البخاري (١/ ٦٧) في الإيمان باب أمور الإيمان؛ ومسلم رقم (٣٥) في الإيمان باب بيان عدد شعب الإيمان من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-.
(٢) انظر: مقالات الإسلاميين (١/ ٢١٣) وما بعدها.
(٣) جاء في النسختين: (الصنابحي) والمثبت من كتاب الإيمان لابن تيمية ومنه ينقل المؤلف ومن مصادر تاريخ الفرق.
وهو: صالح بن عمرو الصالحي رأس الصالحية من فرق المرجئة، قال: الإيمان هو معرفة اللَّه =

<<  <  ج: ص:  >  >>