للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي نصره هو وأكثر أصحابه) (١).

الثاني: من يقول هو مجرد قول اللسان، وهذا لا يعرف لأحد قبل الكرامية.

الثالث: تصديق القلب وقول اللسان، وهذا هو المشهور عن أهل الفقه والعبادة منهم" (٢)

قال شيخ الإسلام: "وهؤلاء غلطوا من وجوه:

أحدها: ظنهم أن الإيمان الذي فرضه اللَّه على العباد متماثل في حق العباد وعليهم وأن ما وجب على شخص يجب مثله على كل شخص، وليس الأمر كذلك، بل ذلك يتفاوت ويتفاضل أشد تفاوت وتفاضل -كما تقدمت الإشارة إلى ذلك.

فالإيمان الواجب متنوع ليس شيئًا واحدًا في حق جميع الناس.

الثاني: من غلط المرجئة: ظنهم أن ما في القلب من الإيمان ليس إلا التصديق فقط دون أعمال القلوب -كما تقدم عن جهمية المرجئة.

الثالث: ظنهم أن الإيمان الذي في القلب يكون تامًا بدون شيء من الأعمال،


= تعالى على الإطلاق، قال: والكفر هو الجهل به على الإطلاق، قال: ويصح في العقل أن يؤمن باللَّه ويجحد الرسول ولا يؤمن به، والإيمان خصلة واحدة لا تزيد ولا تنقص، والكفر خصلة واحدة لا تزيد ولا تنقص. . . ".
انظر: مقالات الإسلاميين (١/ ٢١٤)؛ والملل والنحل (١/ ١٤٥)؛ الوافي بالوفيات (١٦/ ٢٦٧ - ٢٦٨)
(١) جاء في نسخة الأصل بعد قوله الصالحي: "وهذا لا يعرف لأحد قبل الكرامية الذي نصره هو وأكثر أصحابه" وهو خطأ والمثبت من نسخة "ظ" ومن الإيمان لابن تيمية (ص ١٨٤) ومنه ينقل المؤلف، ومن لوامع الأنوار للمؤلف أيضًا (١/ ٤٢٢).
(٢) انظر: الإيمان لابن تيمية (ص ١٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>