للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال القاضي أيضًا النزول صفة ذاتية فلا نقول نزوله بانتقال.

وقال سيدنا الإمام أحمد رضي اللَّه عنه أحاديث الصفات تمر كما جاءت من غير بحث عن معانيها وتخالف ما خطر في المخاطر عند سماعها وننفي التشبيه عن اللَّه تعالى، عند ذكرها مع تصديق النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- والإيمان بها، وكل ما يعقل ويتصور فهو تكييف وتشبيه وهو محال "انتهى"

كلام ابن حمدان في نهايته (١).

وذكر الإمام المحقق شمس الدين ابن القيم في كتابه "الروح": "أن للروح شأنًا آخر غير شأن البدن، قال، وهذا جبريل صلوات اللَّه وسلامه عليه رآه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وله ستمائة جناح منها جناحان قد سد بهما ما بين المشرق والمغرب (٢) وكان يدنوا من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى يضع ركبتيه إلى ركبتيه ويديه على فخذيه (٣) وما أظنك يتسع بطانك (٤) أنه كان حينئذ في الملأ الأعلى فوق السموات حيث هو بمستقره، وقد دنا من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- هذا الدنو فإن التصديق بهذا له قلوب خلقت له، وأهلت لمعرفته، ومن لم يتسع بطانه لهذا فهو ضيق أن يتسع للإيمان بالنزول الإلهي إلى


(١) انظر: لوامع الأنوار (١/ ٢٥٠) وانظر معتقد الإمام أحمد رواية التميمي في طبقات الحنابلة (٢/ ٣٠٧) مع اختلاف في الرواية.
(٢) رواه أحدد في المسند (١/ ٣٩) والبخاري في صحيحه (٦/ ٣٦٠ - ٣٦١) رقم (٣٣٣٢) وفي (٨/ ٤٧٦ - ٤٧٧) رقم (٤٨٥٦ - ٤٨٥٨)؛ ومسلم رقم (١٧٤) والنسائي في تفسيره (٢/ ٣٤٩ - ٣٥٠) عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه.
(٣) رواه مسلم في الإيمان من صحيحه رقم (١) عن عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه.
(٤) البطان: حزام يشد على البطن، ويقال فلان عريض البطان: أي رخي البال. المعجم الوسيط (١/ ٦٢) (بطن) ومعناه يسع صدرك لمثل هذا الكلام. والمقصود المنكرين لأحاديت الصفات من الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>