للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرآن مخلوق وأن اللَّه لا يرى في الآخرة جهميا. فإن جهما (١) أول من ظهرت عنه بدعة نفي الأسماء والصفات وبالغ في نفي ذلك فله في هذه البدعة مزية المبالغة في النفي والابتداء بكثرة إظهار ذلك والدعوة إليه وإن كان الجعد بن درهم (٢) سبقه إلى بعض ذلك.

فإن الجعد بن درهم أول من أحدث ذلك في الإسلام فضحى به خالد بن عبد اللَّه القسري (٣) بواسط يوم النحر وقال: "يا أيها الناس ضحوا تقبل اللَّه ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن اللَّه لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليمًا. تعالى عما يقول الجعد بن درهم علوًا كبيرًا ثم نزل فذبحه" (٤).

وكان خالد أمير العراقين (٥) من جهة هشام بن


(١) جهم بن صفوان. انظر (١/ ١٨١).
(٢) الجعد بن درهم من الموالي من أهل الشام، وهو مؤدب مروان بن محمد الخليفة الأموي وهو شيخ الجهم بن صفوان الذي تنسب إليه الطائفة الجهمية أول من ابتدع أن اللَّه ما اتخذ إبراهيم خليلا, ولا كلم موسى، وأن ذلك لا يجوز على اللَّه. قتله خالد بن عبد اللَّه القسري في نحو سنة ١١٨ هـ.
البداية والنهاية (١٠/ ١٩)؛ وسير أعلام النبلاء (٥/ ٤٣٣)؛ والأعلام (٢/ ١٢٠).
(٣) خالد بن عبد اللَّه بن يزيد بن ساد القسري من بجيلة أبو الهيثم، أمير العراقيين وأحد خطباء العرب وأجوادهم، يماني الأصل من أهل دمشق، ولي مكة للوليد بن عبد الملك سنة ٨٩ هـ ثم ولاه هشام العراقين سنة ١٠٥، مات مقتولًا سنة ١٢٦ هـ.
سير أعلام النبلاء (٥/ ٤٢٥)؛ والبداية (١٠/ ١٧)؛ والأعلام (٢/ ٢٩٧).
(٤) انظر الخبر في خلق أفعال العباد للبخاري (١٢) رقم ٣؛ وفي التاريخ الكبير له (١/ ٦٤)؛ وفي الرد على الجهمية لأبي سعيد الدارمي (١٣، ٣٨٨)، والآجري في الشريعة (٩٧, ٣٢٨)؛ وعند ابن كثير في البداية (١٠/ ١٩)، وفي السير (٥/ ٤٣٢)؛ وهنا نهاية كلام ابن تيمية، انظر مجموع الفتاوى (١٢/ ١١٩).
(٥) العراقين الكوفة والبصرة. معجم البلدان (٤/ ٩٣) عراق.

<<  <  ج: ص:  >  >>