للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسنات واستدل لما قال بقول ذي العزة والجلال {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: ١٠].

والجواب عن الآية الكريمة عدم صحة الاستدلال لأن الرفع يكون بعد الوزن، وثقل الميزان كما قدمنا.

وزعم قوم أن صفة الوزن: أن توضع أعمال العباد في الميزان دفعة واحدة الحسنات في كفة النور، وهي عن يمين العرش جهة الجنة والسيئات في كفة الظلمة وهي عن يساره جهة النار، قال: ويخلق اللَّه تعالى لكل إنسان علمًا ضروريًا يدرك به خفة أعماله وثقلها.

قلت: وهذا يشبه قول المعتزلة.

وقيل: علامة الرجحان عمود نور يقوم من كفة الحسنات حتى يكسو كفة السيئات، وعلامة الخفة عمود ظلمة يقوم من كفة السيئات حتى يكسو كفة الحسنات لكل واحد، وهذا من جنس ما قبله (١).

والصواب ما قدمنا واللَّه تعالى أعلم.

الخامس: اختلف في الميزان، هل هو خاص بأهل الإيمان، أو عام لسائر أهل الأديان.

استدل للأول بظاهر قوله تعالى {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: ١٠٥].

وأجاب عنه من يقول بالعموم -وهو المقبول- بأنه مجاز عن عدم الاعتداد بهم،


(١) والصواب الوقوف مع النصوص لأن الأخبار الغيبية لا تثبت إلا بنص صحيح عن اللَّه، أو عن رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- كما قدمنا (٢/ ١٨٥، ١٨٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>