للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومران موضع بين البصرة ومكة المشرفة على ليلتين من مكة (١) واللَّه تعالى الموفق.

ولما أمر الناظم رحمه اللَّه تعالى ورضي عنه بالتمسك والإعتصام بحبل اللَّه واتباع الهدى الذي شرعه اللَّه تعالى على لسان نبيه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- من كتاب اللَّه وسنة رسول اللَّه وحذر من إرتكاب البدع والأهواء ليفوز بالفلاح والتقوى أعقب ذلك مبينا وموضحًا للأصلين العظيمين والحصنين الحصينين فقال: (ودن) أمر من دان يدين يقال: دنته بكسر الدال المهملة وسكون النون دينا: جازيته فالدين لغة الجزاء والإسلام والعادة والعبادة والمواظب من الأمطار والطاعة والذل والحساب والقهر والغلبة. والإستعلاء والسلطان والملك والحكم والسيرة والتدبير والتوحيد واسم لجميع ما يتعبد اللَّه عز وجل به والملة وغير ذلك (٢).

والدين اصطلاحًا: "وضع إلهي سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود إلى ما هو خير لهم بالذات (٣) لما يتعرف به العباد من أمري المعاش والمعاد ويتعرفون منه أحكام عقائدهم وأفعالهم وأقوالهم وما يترتب عليه صلاحهم في الدارين وذلك الموضوع بالوضع الإلهي من حيث أنه منقاد له ومطاع له ومجازي عليه دين: وهو لغة الجزاء كما تقدم آنفًا ومنه قولهم: كما تدين تدان، وبيت الحماسة (٤):


(١) انظر المرجعين السابقين.
(٢) تاج العروس (٩/ ٢٠٧ - ٢٠٨): دين.
(٣) انظر هذا التعريف فى حاشية: جوهرة التوحيد (ص ١٢)، وانظر التعريفات للجرجاني (ص ١٠٥)
(٤) البيت للفند الزماني واسمه شهل بن شيبان بن ربيعة من أبيات له قالها فى حرب البسوس. انظر: الحماسة لأبي تمام (١/ ٥٩ - ٦٠)، وخزانة الأدب (٣/ ٤٣١)؛ وأورده البيضاوي فى تفسيره (١/ ٨) عند قوله تعالى {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>