للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت ولادة واصل بن عطاء سنة ثمانين للهجرة بالمدينة المنورة على صاحبها الصلاة والسلام، ومات سنة إحدى وثلاثين ومائة وكانت ولادة عمرو بن عبيد سنة ثمانين من الهجرة أيضا، وتوفي سنة أربع وأربعين ومائة وهو راجع إلى مكة بموضع يقال له مران ولهذا قال أبو جعفر (١) المنصور ثاني خلفاء بني العباس يرثي عمرا (٢) ولم يسمع بخليفة رثى من دونه سواه حيث يقول:

صلى الإله عليك من متوسد ... قبرا مررت به على مران

قبرا تضمن مؤمنا متحنفا ... صدق الإله ودان بالعرفان

لو أن هذا الدهر أبقى صالحًا ... أبقى لنا عمرًا أبا عثمان (٣).


= إن الكبير من أئمة العلم إذ كثر صوابه وعلم تحريه للحق واتسع علمه وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه واتباعه يغفر له زلَله ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه. نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك" انتهى.
انظر: السير (١/ ٢٧١).
(١) أبو جعفر المنصور: عبد اللَّه بن محمد بن علي بن عبد اللَّه بن العباس أبو جعفر المنصور ثاني خلفاء بني العباس وأول من عني بالعلوم من ملوك العرب، كان عارفًا بالفقه والأدب محبًا للعلماء وهو باني مدينة بغداد، وهو والد الخلفاء العباسيين جميعًا، وكان بعيدًا عن اللهو والعبث كثير الجد والتفكير وله تواقيع في غاية البلاغة، توفي سنة ١٥٨ هـ.
تاريخ بغداد (١٠/ ٥٣)؛ الأعلام (٤/ ١١٧).
(٢) قال الذهبي: كان المنصور يعظم ابن عبيد ويقول:
كلكم يمش رويد ... كلكم يطلب صيد
غير عمرو بن عبيد
قال الذهبي: اغتر بزهده وإخلاصه واغفل بدعته.
سير أعلام النبلاء (٦/ ١٠٥).
(٣) الأبيات في المعارف (ص ٤٨٣)؛ وتاريخ بغداد (١٢/ ١٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>