للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرج الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة والحاكم عن عائشة رضي اللَّه عنها أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لعثمان: يا عثمان (إن) (١) اللَّه وفي لفظ: "لعل اللَّه مقمصك" وفي لفظ "يقمصك قميصًا فإن أرادوك خلعه فلا تخلعه حتى يخلعوه" وفي لفظ "فلا تخلعه حتى تلقاني" (٢).

وأخرج الترمذي عن أبي سهلة قال: سمعت عثمان رضي اللَّه عنه يقول يوم الدار إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عهد إلىَّ عهدًا فأنا ممتثل له وصابر عليه إن شاء اللَّه، فصبر حتى قتل رضي اللَّه عنه شهيدًا" (٣).

قال الترمذي: "حديث حسن صحيح".

واستشهد رضي اللَّه عنه في داره سنة خمس وثلاثين في وسط أيام التشريق، وصلى عليه الزبير وكان أوصى إليه، ودفن في حش كوكب بالبقيع، وهو أول من دفن في حش كوكب، والحش بالحاء المهملة والشين المعجمة البستان، وضم الحاء أجود من كسرها، وكوكب اسم رجل من الأنصار.

وكانت مدة خلافته اثنتي عشرة سنة تحجز سبعة عشر يومًا، ومدة حصاره في


(١) ساقطة من النسختين وأثبتناها من مصادر تخريج الحديث.
(٢) رواه أحمد في المسند (٦/ ٧٥، ٨٧، ١٤٩، ١١٤) والترمذي رقم (٣٧٠٥) وابن ماجة رقم (١١٢) والحاكم في المستدرك (٣/ ٩٩ - ١٠٠) عن عائشة رضي اللَّه عنها من طرق، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٦/ ٢٩٧ - ٢٩٨) رقم (٧٨٢٤).
(٣) أخرجه الترمذي في جامعه رقم (٣٧١١) ولفظه: "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قد عهد إليَّ عهدًا فأنا صابر عليه".
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن أبي خالد" أهـ.
والرواية التي أوردها الشارح جاءت في جامع الأصول (٨/ ٦٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>