للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

داره إلى أن استشهد تسعة وأربعون يومًا وقيل شهران، واستشهد وهو صائم يومئذ، وهذا يؤيد كون ذلك بعد أيام التشريق أو قبلها, فقد قيل كان قتله لثمان عشرة من ذى الحجة أو لسبع عشرة، وقيل لثمان خلون من يوم التروية، وقيل لليلتين بقيتا منه.

وقدم في جامع الأصول لابن الأثير (١) وفي "الزهر البسام" (٢) للبرماوي أنه قتل في ثمانية عشر من ذي الحجة (٣) وله يومئذ من العمر اثنان وثمانون عامًا وقيل تسعون.

ويروى أن المصحف الشريف كان منشورًا بين يديه يقرأ فيه فوقعت قطرة من دمه على قوله تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: ١٣٧].

وأخرج الحاكم عن الشعبي رحمه اللَّه قال ما سمعت من مراثي عثمان أحسن من قول كعب بن مالك رضي اللَّه عنه:

فكف يديه ثم أغلق بابه ... وأيقن أن اللَّه ليس بغافل

وقال لأهل الدار لا تقتلوهم ... عفى اللَّه عن كل امرئ لم يقاتل

فكيف رأيت اللَّه صب عليهم ... العداوة والبغضاء بعد التواصل

وكيف رأيت الخير أدبر بعده ... عن الناس إدبار الرياح الجوافل (٤)


(١) راجعت مظانه في جامع الأصول فلم أجده.
(٢) "الزهر البسام فيما حوته عمدة الأحكام من الأنام لمحمد بن عبد الدايم البرماوي" ذكره صاحب كشف الظنون (٢/ ٩٥٨ - ٩٥٩).
وقد تقدمت ترجمة البرماوي (١/ ٣٧٥).
(٣) وهو قول الجمهور وصححه ابن كثير وغيره، راجع تاريخ الطبري (٤/ ٤١٥) والبداية (٧/ ١٩٠)؛ وأسد الغابة (٣/ ٥٩٣).
(٤) الرواية أخرجها الحاكم في المستدرك (٣/ ١٠٥ - ١٠٦) وهي في ديوان كعب (ص ٥٣) ببعض الاختلاف.
وأوردها ابن كثير في البداية (٧/ ١٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>