للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تدركه الأبصار بحد ولا غاية، وهو يدرك الأبصار، وهو عالم الغيب والشهادة وعلام الغيوب (١).

قال الخلال: وأخبرني علي بن عيسى (٢) أن حنبلًا حدثهم، قال: سألت أبا عبد اللَّه عن الأحاديث التي تروى أن اللَّه سبحانه ينزل إلى سماء الدنيا وأن اللَّه يرى وأن اللَّه يضع قدمه، وما أشبه هذه الأحاديث؟.

فقال أبو عبد اللَّه: نؤمن بها ونصدق بها، ولا نرد منها شيئا، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق إذا كانت أسانيد صحاح، ولا نرد على اللَّه قوله، ولا نصفه بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد، ولا غاية:

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: ١١] (٣).

وقال حنبل بن إسحاق عن الإمام أحمد: "ليس كمثله شيء في ذاته كما وصف نفسه قد أجمل اللَّه الصفة لنفسه فعد لنفسه صفة ليس يشبهه شيء، وصفاته غير محدودة ولا معلومة إلا بما وصف به نفسه، قال: فهو سميع بصير بلا حد ولا تقدير ولا يبلغ الواصفون صفته، ولا نتعدى القرآن والحديث فنقول كما قال ونصفه بما وصف نفسه ولا نتعدى ذلك، ولا يبلغ صفته الواصفون، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت، وما وصف


(١) انظر: درء تعارض العقل والنقل (٢/ ٢٩ - ٣٠)؛ وبيان تلبيس الجهمية (١/ ٤٣٠)؛ واجتماع الجيوش الإسلامية (ص ٢١١).
(٢) علي بن عيسى، لم أجد له ترجمة.
(٣) انظر درء تعارض العقل والنقل (٢/ ٣٠ - ٣١)؛ وبيان تلبيس الجهمية (١/ ٤٣١)؛ واجتماع الجيوش الإسلامية (ص ٢١١ - ٢١٢)؛ ولمعة الاعتقاد (ص ٩).
واعتقاد الإمام أحمد رواية التميمي: في طبقات الحنابلة (٢/ ٣٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>