للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسئل الإمام الشافعي (١) عن ذلك فقال: آمنت بلا تشبيه، وصدقت بلا تمثيل، واتهمت نفسي في الإدراك، وأمسكت عن الحوض غاية الإمساك (٢).

وسئل الإمام أحمد عن ذلك فأجاب بقوله: استوى كما ذكر لا كما يخطر للبشر (٣).

وقال الخلال (٤) في كتاب السنة، أخبرني عبيد اللَّه بن حنبل (٥) أخبرني أبي حنبل (٦) بن إسحق قال: قال عمي -يعني الإمام أحمد بن حنبل رضي اللَّه عنه-: "نحن نؤمن أن اللَّه على العرش كيف شاء وكما شاء بلا حدود ولا صفة بيلغها واصف، أو يحده حاد، وصفات اللَّه تعالى له ومنه وهو كما وصف نفسه


= هو علم الكيفية، والصفة فهذا هو الذي نؤمن به ولا نعرفه، لا معنى الاستواء، فإن الاستواء معلوم، لكن الكيف مجهول كما هو جواب الإمام مالك رحمه اللَّه المشهور، وجواب الإمام الشافعي وأحمد -رحمهما اللَّه- بعده يؤيد ذلك ويوضحه.
(١) الشافعي: تقدم (١/ ١٧٤).
(٢) ذكره مرعي بن يوسف في أقاويل الثقات (ص ١٢١)؛ وذكره الشارح في لوامع الأنوار (١/ ٢٠٠).
(٣) أقاويل الثقات (١٢١).
(٤) تقدم التعريف به (١/ ١٠٧).
(٥) عبيد اللَّه بن حنبل بن إسحاق بن حنبل الشيباني حدث عن أبيه، وروى عنه الخلال وسماه بعضهم عبد اللَّه كما في تاريخ بغداد.
انظر: تاريخ بغداد (٩/ ٤٥٠) ولم أجد له ترجمة في غيره من المصادر.
(٦) حنبل بن إسحاق بن حنبل الشيباني أبو علي ابن عم أحمد بن حنبل، ولد سنة ١٩٣ هـ، وسمع ابن عمه أحمد بن حنبل، والفضل بن دكين، وعفان بن مسلم، وغيرهم، وكان عالمًا بالفقه والحديث والتاريخ.
قال الخطيب: كان ثقة ثبتا، توفى سنة ٢٧٣ بواسط.
تاريخ بغداد (٨/ ٢٨٦)؛ وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (١/ ١٤٣ - ١٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>