وانظر التذكرة للقرطبي (١/ ٣٢٨). (٢) أشار الحافظ في الفتح (٣/ ٣٧) إلى هذه التأويلات باختصار، وذكرها مرعي بن يوسف الكرمي في أقاويل الثقات (ص ٢٠٣ - ٢٠٥) والشارح في لوامع الأنوار (١/ ٢٤٨ - ٢٤٩). قلت: ولا يخفى ما في هذه التأويلات من البعد مع مصادمتها للنصوص الصريحة والأخبار الواضحة في نزول الرب تبارك وتعالى، والتي لا تقبل التأويل. قال ابن تيمية رحمه اللَّه في شرح حديث النزول ما ملخصه: "نزول الرب تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا في كل لية استفاضت به السنة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- واتفق سلف الأمة وأئمتها وأهل العلم بالسنة والحديث على تصديق ذلك وتلقيه بالقبول والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال ذلك علانية وبلغه الأمة تبليغًا عامًا لم يخص به أحد دون أحد، وكانت الصحابة والتابعون تذكره وتأثره وتبلغه وترويه في المجالس الخاصة والعامة وهو في جميع كتب أهل الإسلام كصحيحي البخاري ومسلم وموطأ مالك ومسند الإمام أحمد وسنن أبي داود، وأمثال ذلك من كتب المسلمين. . . إلى أن قال: فإن قلت الذي ينزل ملك قبل هذا باطل من وجوه: منها أن الملائكة. لا تزال تنزل بالليل والنهار إلى الأرض -وذكر أحاديث متضمنة لذلك. ثم قال الوجه الثاني أنه قال: "من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له، وهذه العبارة لا يجوز أن يقولها ملك غير اللَّه، فالملك إذا نادى عن اللَّه لا يتكلم بصيغة المخاطب، بل يقول =