للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يلقيه في قلوبهم من التنبيه والتذكر الباعثين لهم على الطاعة.

وقد حكى ابن فورك (١) أن بعض المشايخ ضبط رواية البخاري بضم أوله على حذف المفعول أي ينزل ملكًا (٢).

ويقويه ما روى النسائي وغيره عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي اللَّه عنهما قالا: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه عز وجل يمهل حتى يمضى شطر الليل الأول، ثم يأمر مناديا يقول هل من داع يستجاب له، هل من مستغفر يغفر له، هل من سائل يعطى" (٣).


(١) تقدم التعريف له (١/ ١٨٥).
(٢) في تأويل مشكل الحديث لابن فررك (ص ١٠٠)، ونقله في الفتح (٣/ ٣٧).
(٣) رواه النسائي في عمل اليوم والليلة رقم (٤٨٢) من طريق إبراهيم بن يعقوب عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه عن الأعمش عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي مسلم الأغر، قال: سمعت أبا هريرة، وأبا سعيد يقولان. . . وذكر الحديث.
قال الشيخ شعيب الأرناؤط في تخريجه لهذا الحديث في أقاويل الثقات (ص ٢٠٥): "ورجال هذا السند ثقات رجال الشيخين خلا إبراهيم بن يعقوب وهو ثقة حافظ إلا أنه منكر بهذا السياق ويغلب على الظن أن الخطأ فيه جاء من حفص بن غياث فإنه قد تغير حفظه قليلا بآخره (كما في التقريب) وخالفه غير واحد من الثقات مثل شعبة بن الحجاج ومنصور بن المعتمر، وفضيل بن غزوان الكوفي، ومعمر راشد فرووه بلفظ، "إن اللَّه عز رجل يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا فيقول هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى ينفجر الفجر، قال: وقد فصل القول الشيخ ناصر الألباني في توهية رواية حفص بن غياث وتخريج رواية الذين خالفوه "في ضعيفته" برقم (٣٨٩٧) انتهى.
قلت: وقال الألباني في تخريج أصل الحديث في (الإرواء رقم ٤٥٠) رواه النسائي بلفظ منكر ليس فيه ذكر النزول، ولا نسبة للقول المذكور إلى اللَّه تعالى، كما بينه في الضعيفة رقم (٣٨٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>