للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سماء الدنيا كل ليلة، وهو فوق سماواته على عرشه ليس نوقه شيء البته، بل هو العالي على كل شيء، وعلوه من لوازم ذاته، وكذلك دنوه عشية عرفة من أهل الموقف (١).

وكذا مجيئه يوم القيامة لمحاسبة خلقه (٢) واشراق الأرض بنوره (٣).

وكذلك كلما ورد من هذا الباب فهو حق وصدق وهو فوق سمواته على عرشه" (٤).

قال العلامة الطرفي (٥) في "قواعد وجوب الاستقامة والاعتدال: والمشهور عند أصحاب الإمام أحمد رضي اللَّه عنه أنهم لا يتأولون الصفات التي من جنس الحركة كالمجيء والأتيان والنزول والهبوط والدنو والتدلي كما لا يتأولون غيرها متابعة للسلف الصالح، وكلام السلف في هذا الباب يدل على أنبات المعنى المتنازع فيه.


(١) دنوه تعالى من أهل عرفة أخرجه مسلم في صحيحه في الحج (٤٣٦) (١٣٤٨٩) والنسائي في المناسك (٥/ ٢٠٢) وابن ماجة في المناسك رقم (٥٦) (٣٠١٤) كلهم عن عائشة رضي اللَّه عنها.
(٢) كما قال تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: ٢٢].
(٣) كما قال تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} [الزمر: ٦٩].
(٤) انظر: الروح لاين القيم (ص ١٤٠ - ١٤١) وكتب هنا في هامش "ظ" لهذه المقالة قف وتأمل.
(٥) الطرفي: سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم بن سعيد الصرصري الطرفي ثم البغدادي الفقيه الأصولي المتفش نجم الدين أبو الربيع ولد سنة ٦٥٧ بطوف قرية ببغداد، قدم الشام فسكنها مدة ثم أقام بمصر مدة واشتغل في الفنون وشارك في العلوم.
وكان قوي الحافظة شديد الذكاء، وكان مقتصدًا ش لباسه وأحواله متقللًا من الدنيا، توفى سنة ٧١٦ هـ.
ذيل طبقات الحنابلة (٢/ ٣٦٦)؛ والدرر الكامنة (٢/ ٢٤٩)؛ وشذرات الذهب (٦/ ٣٩ - ٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>