للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك ولم تحله العقول بل هو داخل في حيز الإمكان وما كان كذلك فانكاره إلحاد. ولهذا قال سيدنا الإمام أحمد رضي اللَّه عنه: "عذاب القبر حق لا ينكره إلا ضال مضل" (١).

وقال حنبل قلت لأبي عبد اللَّه في عذاب القبر فقال: "هذه أحاديث صحاح نؤمن بها ونقر بها كلما جاء عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إسناد جيد أقررنا به إذا لم نقر بما جاء به الرسول ودفعناه ورددناه رددنا على اللَّه أمره قال اللَّه تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} [الحشر: ٧] قلت وعذاب القبر حق. قال: حق يعذبون في القبور، قال حنبل: وسمعت أبا عبد اللَّه يقول: نؤمن بعذاب القبر وبمنكر ونكير وما يروى في عذاب القبر" (٢).

"قلت: هذه اللفظة نقول منكر ونكير هكذا ونقول ملكين؟ قال: منكر ونكير قلت: يقولون ليس في حديث منكر ونكير. قال: هو هكذا -يعني إنه ثابت منكر ونكير" (٣).

قال المحقق ابن القيم في الروح: "وأما أئمة أهل البدع والضلال كأبي هذيل العلاف (٤) وبشر المريسي (٥) ومن وافقهما (من) (٦) خرج عن سمة الإيمان فإنه يعذب


(١) رواه عنه المروذي كما في الروح لابن القيم (ص ٨٠)، وفي طبقات الحنابلة (١/ ٦٢).
(٢) نهاية رواية حنبل.
(٣) من قوله: "قلت هده اللفظة -يعني منكر ونكير-" جعلها الشارح من سؤال حنبل وليست كذلك، فهي من رواية أحمد بن القاسم كما في طبقات الحنابلة (١/ ٥٥)، وانظر: الروح لابن القيم (ص ٨٠)، ولوامع الأنوار (٢/ ٢٣).
(٤) تقدم (١/ ٢٦٦).
(٥) تقدم (١/ ١٨٢).
(٦) في "ظ" ممن وهو خطأ.
وفي العبارة غموض وبيانها كما في الروح لابن القيم: "وأما أقوال أهل البدع والضلال =

<<  <  ج: ص:  >  >>