للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العرش (١) بذاته، وأطلقوا في بعض الأماكن فوق عرشه.

قال القاضي أبو بكر وهو الصحيح الذي أقول به من غير تحديد ولا تمكين ولا مماسة (٢).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -روح اللَّه روحه- "هو سبحانه مستو على عرشه على الوجه الذي يستحقه سبحانه من الصفات اللائقة به تعالى. . قال فإن قال قائل لو كان فوق العرش للزم إما (٣) أن يكون أكبر من العرش أو أصفر أو مساويا وذلك كله محال ونحو ذلك من الكلام.

فهذا لم يفهم من كون اللَّه على العرش إلا ما يثبت للأجسام وهذا اللازم تابع لهذا المفهوم، وأما استواء يليق بجلال اللَّه ويختص به فلا يلزم به شيء من اللوازم الباطلة التي يجب نفيها، كما يلزم سائر الأجسام وحال هذا مثل قول القائل إذا كان للعالم


(١) في "ظ" (على عرشه).
(٢) قلت الظاهر من كلام المصنف هنا أن هذا الكلام هو للقاضي أبي بكر ابن العربي.
ويظهر لي أن المراد بأبي بكر هنا أبو بكر الباقلاني وويده أن القرطبي حينما نقل هذا الكلام في كتابه الأسنى -كما في كتاب "المفسرون دين الإثبات والتأويل- (١/ ٣٠٧).
قال: "قلت وهذا قول القاضي أبي بكر في كتاب "تمهيد الأوائل له".
قلت: وكتاب التمهيد هو لأبي بكر الباقلاني كما هو معروف، وهو من أشهر كتبه.
وقد نقل منه ابن تيمية في الحموية (ص ١٥٣)، وابن القيم في اجتماع الحيوش الإسلامية (ص ٢٩٩ - ٣٠١)؛ والذهبي في العلو (ص ١٧٤) ما يوافق هذا الكلام. وقد راجعت كتاب التمهيد المطبوع للباقلاني فلم أجد النص فيه، لكن ذكر الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه اللَّه في كتابه "الصفات الألهية بين السلف والخلف" (ص ٥٩) أن كتاب التمهيد الذي طبع في القاهرة ناقص وأن الكلام الذي نقله منه ابن تيمية وابن القيم في اثبات الاستواء موجود في نسخه الخطة.
(٣) ليست في "ظ".

<<  <  ج: ص:  >  >>