للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم حكى القاضي عياض عن الإمام مالك أنه رجع عن التوقف إلى تفضيل عثمان رضي اللَّه عنه قال القرطبي وهو الأصح إن شاء اللَّه تعالى (١).

وقد نقل التوقف الإمام يوسف بن عبد البر عن جماعة من السلف منهم مالك، ويحيى القطان (٢) ويحيى بن معين (٣).

قال الإمام يحيى بن معين: "ومن قال أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي اللَّه عنهم وعرف لعلي سابقته وفضله فهو صاحب سنة" (٤).

ونحن نقول لا شك أن من اقتصر على عثمان ولم يعرف لعلي فضله فهو مذموم، ومن ثم يعلم أن حكاية الإجماع على أن عثمان أفضل من علي رضي اللَّه عنهما مدخول (٥) بل الخلاف في ذلك سابق معلوم.

نعم معتمد محققي أهل السنة أن فضيلة الخلفاء الراشدين على ترتيب الخلافة، وهذا منصوص الإمام أحمد وغيره من أئمة الإسلام، لكن التفضيل في طرف الشيخين قطعي على المعتمد، وقيل ظني كما عند الباقلاني وغيره، والتفاضل بين


(١) انظر: فتح المغيث (٣/ ١١٨) وتدريب الراوي (٤٠٨) وانظر المصادر التي أشرنا إليها في (٢/ ١٥) فقرة (٤).
(٢) يحيى بن سعيد تقدم (١/ ٢٩٠).
(٣) يحيى بن معين بن عون الغطفاني مولاهم أبو زكريا البغدادي ثقة حافظ مشهور إمام الجرح والتعديل، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين بالمدينة. تقريب (٣٧٩) وسير أعلام النبلاء (١١/ ٧١) وما بعدها.
(٤) الأثر أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (٢/ ١٨٦) وعنه ابن حجر في الفتح (٧/ ٢٠) وتمامه كما في جامع بيان العلم: "ومن قال أبو بكر وعمر وعثمان وسلم لعثمان سابقته فهو صاحب سنة، فذكرت له هؤلاء الذين يقولون: أبو بكر وعمر وعثمان ويسكتون فتكلم بكلام غليظ".
(٥) كذا في الأصل وفي لوامع الأنوار، وفي "ظ" موجود.

<<  <  ج: ص:  >  >>