للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حياتها وروحها فهو في ظلمة وهو من الأموات قال اللَّه تعالى:

{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام: ١٢٢].

فهذا وصف المؤمن كان ميتا في ظلمة الجهل فأحياه اللَّه بروح الرسالة وبنور الإيمان وجعل له نورًا يمشي به في الناس.

وأما الكافر فميت القلب في الظلمات، وقد سمى اللَّه على رسالته روحا، والروح إذا عدم تقدت الحياة قال (١) تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ (٢) رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ (٣) جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} (٤) [الشورى: ٥٢].

فذكر في هذه الآية الكريمة الأصلين وهما الروح والنور.

فالروح الحياة والنور المزيل للظلمات، فالكافر في ظلمات الكفر والشرك والشك ميت غير حي وإن كان فيه حياة بهيمية فهو عادم الحياة الروحانية العلوية التي سببها الإيمان وبه يحصل للعبد السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة.

فإن اللَّه تعالى جعل الرسل وسائط بينه وبين عباده في تعريفهم ما


= وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا. . .} [المؤمنون: ٥١].
وقال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} [الأعراف: ٣١].
راجع مقدمة الزهد لعبد اللَّه بن المبارك بقلم حبيب الرحمن الأعظمي ومقدمة الزهد لوكيع بقلم عبد الرحمن الفريوائي، ومقدمة ذم الدنيا لابن أبي الدنيا بقلم مجدي السيد إبراهيم.
(١) في "ظ" قال اللَّه تعالي
(٢) سقط أول الآية من "أ" وكتب على الحاشية.
(٣) سقط من "ظ" واستدرك في الحاشية وكتب عليها صح.
(٤) في "ظ" بلغ مقابلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>