للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن حبان (١) في صحيحه عن العرباض بن سارية رضي اللَّه عنه قال: وعظنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول اللَّه كأنها موعظة مودع فأوصنا قال: "أوصيكم بتقوى اللَّه والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها كالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة" (٢).

قال الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين النووية (٣) هذا إخبار منه -صلى اللَّه عليه وسلم- بما وقع في أمته بعده من كثرة الإختلاف في أصول الدين وفروعه وفي الأقوال والأعمال والإعتقادات وهذا موافق لما روى عنه من افتراق أمته على بضع وسبعين فرقة وأنها كلها في النار إلا فرقة واحدة، وهي ما كان على (٤) ما هو عليه وأصحابه


(١) ابن حبان: محمد بن حبان بن أحمد بن حبان التميمي الدارمي البستي، محدث حافظ ناقد من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجال، له مصنفات كثيرة أشهرها: صحيحه المسمى "الأنواع والتقاسيم" في الحديث وقد قام بترتيبه على الكتب والأبواب الأمير علاء الدين أبو الحسن علي بن بلبان، وقد طبع في سبعة مجلدات، وكتاب الثقات في تراجم الرجال وغيرها، مات سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
سير أعلام النبلاء (١٦/ ٩٢).
(٢) رواه أبو داود في السنة (٥/ ١٣) رقم (٤٦٠٧) باب في لزوم السنة؛ والترمذي رقم (٢٦٧٦) في العلم باب في الأخذ بالسنة واجتناب البدع؛ ورواه ابن ماجة في المقدمة رقم (٤٣) باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين؛ والإمام أحمد في المسند (٤/ ١٢٦ - ١٢٧)، والحاكم في المستدرك (١/ ٩٥ - ٩٦)، وابن حبان في صحيحه (١/ ١٠٤)؛ وابن أبي عاصم في السنة (ص ٣١، ٥٤)؛ والدارمي في سننه (١/ ٤٣ - ٤٤)؛ وصححه الترمذي والحاكم ووافقه الذهبي وكذا الألباني في تخريج السنة (١/ ١٧).
(٣) الأربعون النووية للنووي رحمه اللَّه وقد زاد عليها ابن رجب عشرة أحاديث وشرحها في كتاب سماه "جامع العلوم والحكم شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم" وهو مطبوع.
(٤) في "ظ" وهي ما كان هو عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>