للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَبا بكر عبد اللَّه بن أحمد (١) يقول: سمعت الشيخ أبا حامد الأسفرائيني (٢)، يقول مذهبي ومذهب الشافعي وفقهاء الأمصار أن القرآن كلام اللَّه غير مخلوق، ومن قال: مخلوق فهو كافر.

والقرآن حملة جبريل مسموعًا من اللَّه تعالى والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سمعه من جبريل والصحابة رضي اللَّه عنهم سمعوه من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو الذي نتلوه نحن بألسنتنا فيما بين الدفتين، وما في صدورنا مسموعًا ومكتوبًا ومحفوظًا ومنقوشًا كل حرف منه كالباء والتاء كله كلام اللَّه غير مخلوق، ومن قال: مخلوق فهو كافر عليه لعائن اللَّه والملائكة والناس أجمعين (٣).

قال أبو الحسن: وكان الشيخ أبو حامد الاسفرائيني شديد الإنكار على أصحاب الكلام، وكان يدخل الجامع المنصور ويقبل على من حضر ويقول: أشهدوا عليّ


(١) أبو بكر عبد اللَّه بن أحمد بن عبد اللَّه المروزي الخراساني: الإمام العلامة الفقيه، شيخ الشافعية، ويعرف بالقفال الصغير, وهو صاحب طريقة الخراسانيين في الفقه، كما أن أَبا حامد الأسفرائيني هو صاحب طريقة العراقيين، وعنهما انتشر المذهب الشافعي، توفى سنة سبع عشرة وأربع مائة وله من العمر تسعون سنة.
سير أعلام النبلاء (١٧/ ٤٠٥)؛ وطبقات الشافعية للسبكي (٥/ ٥٣ - ٦٢).
(٢) أحمد بن أبي طاهر صمد بن أحمد الأسفرائيني: الأستاذ العلامة الفقيه شيخ الشافعية ببغداد، قال الشيخ أبو إسحاق الشيرازى في الطبقات: انتهت إليه رئاسة الدين والدنيا ببغداد وطبق الأرض بالأصحاب، وجمع مجلسه ثلاثمائة متفقه، مات سنة ست وأربعمائه.
سير أعلام النبلاء (١٧/ ١٩٣)؛ وطبقات الشافعية للسبكي (٤/ ٦١).
(٣) الأثر ذكره ابن تيمية أيضًا في درء تعارض الأصل والنقل (٢/ ٩٥ - ٩٦)؛ وذكره المؤلف في لوامع الأنوار (١/ ١٦٢)، وانظر: مجموع الفتاوى (٤/ ١٧٥، ١٢/ ١٦٠).
وقد ذكر هنا عشرة وبقيتهم كما في درء تعارض العقل والنقل: الأوزاعي، والليث بن سعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>