للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا بالنسبة لفعل المخلوق وهو بخلاف فعل الباري فإنه أزلي الدوام ييقى إلى وقت وجود المفعول (١).

فالتكوين غير المكون فسائر الصفات الذاتية من الحياة والقدرة والإرادة والسمع والبصر والعلم والكلام وغيرها وسائر الصفات الخبرية من الوجه واليدين والقدم وغيرها.

وسائر صفات الفعلية من الإستواء والنزول والإتيان والمجيء والتكوين ونحوها قديمة (٢) للَّه تعالى عند سلف الأمة وأئمتها ليس شيء من ذلك محدثًا.

إذا علمت هذا التمهيد فمن الصفات التي يثبتها سلف الأمة وأئمة الدين من أهل الأثر دون الخلف والمتحذلقين: "التجلي الإلهي ورؤية رب العالمين".

وقد أشار إليه الإمام أبو بكر بن أبي داود رضي اللَّه عنهما بقوله: (وقل) أيها الأثري السلفي (يتجلى اللَّه) سبحانه وتعالى (للخلق) من المسلمين أما في الموقف فيتجلى للمسلمين عامة حتى منافقي هذه الأمة وعصاتها (٣) كما في الصحيحين


(١) نهاية كلام التفتازاني. انظر شرح العقائد النسفية (ص ٩٦ - ١٠١).
(٢) المعروف بين أهل السنة أن صفات اللَّه تعالى قسمان:
١ - صفات ذاتة كالحياة والعلم والقدرة والوجه واليدين ونحوهما، فهذه قديمة بلا ريب إذ أنها صفات لازمة للَّه تعالى.
٢ - صفات فعلية وهي التي تتعلق بمشيئته وحكمته فإن اقتضت حكمته فعلها فعلها وإن اقتضت حكمته أن لا يفعلها لم تكن وهذا مثل الخلق والرزق والإحياء والإماته والكلام والنزول والإستواء، وغير ذلك من صفات فعله فهذا يكون قديم النوع أو الحنس وإن كانت آحاده توجد شيئًا فشيئًا وحينًا وآخر.
انظر: تعليق الشيخ عبد اللَّه أبا بطين رحمه اللَّه على لوامع الأنوار للمؤلف (١/ ١١٢).
(٣) سيأتي التفصيل في هذا. انظر (١/ ٢٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>