للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باليمين، أي بالمحل الجليل ومنه قول الشاعر (١):

أقول لناقتي إذ بلغتنى ... لقد أصبحت عندي باليمين

أي بالمحل الرفيع.

وكذلك (٢) قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- في الحديث الصحيح: "يمين اللَّه ملآى لا يغيضها نفقه سحاءَ الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض، فإنه لم يغض ما في يمينه وعرشه على الماء، وبيده الأخرى القسط يرفع ويخفض" (٣).

وهذه أحاديث كلها صحيحة.

ولما خلق اللَّه تعالى آدم ويداه مقبوضتان قال له: اختر أيهما شئت، قال: اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة (٤).

قال البيهقي: أما المتقدمون من هذه الأمة، فإنهم لم يفسروا هذه الآيات والأحاديث في هذا الباب (٥).


(١) هو أبو نواس وهو في ديوانه (ص ٣٢)؛ وانظر الأسماء والصفات (ص ٤١٩).
(٢) قوله: وكذلك قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- يوهم أن معنى اليمين في الحديث بمعنى التبجيل والتعظيم وليس كذلك. بل هي من صفات اللَّه اللائقة بجلاله وعظمته التي يجب الأيمان بها من غير تعرض لتأويل وتكييف وتشبيه كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} انظر التعليق على فقرة (٢) (ص ٣٠٨).
(٣) الحديث رواه البخاري (٤٦٨٤)، (٥٣٥٢)، (٧٤١١)، (٧٤١٩)، (٧٤٩٦)، ومسلم رقم (٩٩٣)، (٣٦، ٣٧)، والترمذي رقم (٣٠٤٥)، وابن ماجة (١٩٧)؛ وأحمد (٢/ ٢٤٢، ٣١٣) كلهم من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه.
(٤) أخرجه الترمذي (٣٣٦٨) من حديث أبي هريرة وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه؛ وأخرجه الحاكم (١/ ٦٤) وصححه ووافقه الذهبي.
(٥) والمعنى أنهم لم يفسروها بالتفسيرات البعيدة والتأويلات الباطلة كما يفعله المعتزلة =

<<  <  ج: ص:  >  >>