للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يقع المنان على الذي لا يعطي شيئا إلا منة واعتد به على من أعطاه وهو مذموم لأن المنة تفسد الصنيعة (١) وليس هذا مرادًا هنا.

وقوله: (بفضله) متحلق بيمن والفضل ضد النقص وجمعه فضول وقد فضل كنصر وعلم والفضيلة الدرجة الرفيعة في الفضل، وفضله تفضيلًا مزاه وتفضل تمزى أو تطول كأفضل عليه (٢).

(فتفرج) أي تكشف وتنشق وتنصدع.

(أبواب) جمع باب وهو فرجة في ساتر يتوصل بها من داخل إلى خارج ومن خارج إلى داخل.

(السماء وتفتح) تلك الأبواب لنزول المنح منها والرحمة والمغفرة وصعود العمل والدعاء وإجابته.

وفيه رد على أهل الفلسفة القائلين بأن الأفلاك لا تقبل الخرق ولا الإلتئام، والقرآن مملؤ بخلاف زعمهم الباطل ونهجهم العاطل، فلا التفات لزعمهم، ولا اشتغال بافكهم.

(يقول) الملك الجبار في نزوله إلى سماء الدنيا وتجليه (٣):

(ألا) أداة استفتاح أي للعرض والتحضيض، ومعناهما الطلب، لكن العرض طلب بلين كقوله تعالى: {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: ٢٢] وكذا هو هنا.


(١) النهابة لابن الأثير (٤/ ٣٦٥ - ٣٦٦).
(٢) القاموس (٤/ ٣١) (فضل).
(٣) في إطلاق الشارح رحمه اللَّه لفظ التجلي هنا نظر فإن التجلي والرؤية، إنما تكون يوم القيامة، وفي الجنة عند رؤية المؤمنين ربهم تبارك وتعالى، وأما أحاديث النزول فلم يرد فيها لفظ التجلي. واللَّه أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>