للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن سينا (١)، والنصير الطوسي (٢) وأتباعهما من الملاحدة الجاحدين لما اتفقت عليه الرسل والكتب وشهدت به العقول والفطر، وقوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} يتضمن إبطال قول المعطلة الجهمية ومن نحا نحوهم القائلين ليس على العرش سوى العدم وإن اللَّه تبارك وتعالى ليس مستويًا على عرشه، ولا ترفع إليه الأيدي، ولا يصعد إليه الكلم الطيب، ولا رفع المسيح إليه، ولا عرج برسوله محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- إليه ولا تعرج الملائكة والروح إليه" (٣).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -روح اللَّه روحه-: "وهذا كتاب اللَّه من أوله إلى آخره، وسنة رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- وعامة كلام الصحابة والتابعين وكلام سائر الأئمة مملؤ بما هو نص أو ظاهر في أن اللَّه سبحانه فوق كل شيء، وأنه فوق عرشه مستو عليه استواء يليق بذاته المقدسة كما في قوله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥] وقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: ٥٤].

وهذا مذكور في سبع آيات من القرآن (٤).

فمذهب السلف: الإيمان بذلك جريًا على عادتهم من عدم الخوض في المتشابه


(١) ابن سينا: الحسين بن عبد اللَّه بن الحسن بن علي بن سيناء البلخي، ثم البخاري فيلسوف طبيب شاعر، ولد بخرميش من قرى بخاري سنة ٣٧٠، وتوفى سنة ٤٢٨ بهمذان.
معجم المؤلفين (٤/ ٢٠).
(٢) هو: محمد بن محمد بن الحسن أبو جعفر نصير الدين الطوسي، فيلسوف عالم بالفلك والرياضيات والعلوم العقلية، توفى سنة ٦٧٢.
الأعلام (٧/ ٣٠).
(٣) اجتماع الجيوش الإسلامية (ص ٩٥).
(٤) انظر الفتوى الحموية الكبرى (٥/ ١٢ - ١٣) من مجموع الفتاوى.

<<  <  ج: ص:  >  >>