ولم يشكل عيه ولا على غيره قوله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: ١٨٦]. إلى أن قال: وليس في آيات الصفات وأحاديثها مجمل يحتاج إلى بيان من خارج بل بيانها فيها وإن جاءت السنة بزيادة في البيان والتفصيل" انتهى. الصواعق المرسلة (١/ ٢١٠ - ٢١١)؛ مختصر الصواعق (١/ ٢١). وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه اللَّه في أضواء البيان (٧/ ٤٤٢) وما بعدها، وهو يرد على من زعم أن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر. قال: "وهذا قول باطل لا يشك في بطلانه من عنده أدنى معرفة. . . " ثم قال: "ولأجل هذه البلية العظمى والطامة الكبرى زعم كثير من النظار الذين عندهم فهم أن ظواهر آيات الصفات وأحاديثها غير لائقة باللَّه لأن ظواهرها المتبادرة منها هو تشبيه صفات اللَّه بصفات خلقه. وعقد ذلك المقري في إضاءته في قوله: والنص إن أوهم غير اللائق ... باللَّه كالتشبيه بالخلائق فاصرفه عن ظاهره إجماعًا ... واقطع عن الممتنع الأطماعا وهذه الدعوى الباطلة من أعظم الافتراءات على آيات اللَّه وأحاديث رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم-. والواقع في نفس الأمر أن ظواهر آيات الصفات وأحاديثها المتبادرة منها لكل مسلم، راجع عقله هي مخالفة صفات اللَّه لصفات خلقه. . " إلى أن قال: "ولا شك أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عالم كل العلم بأن الظاهر المتبادر مما ممدح اللَّه به نفسه في آيات الصفات هو التنزية التام عن صفات الخلق ولو كان يخطر في ذهنه أن ظاهره لا يليق لأنه تشبيه بصفات الخلق لبادر كل المبادرة إلى بيان ذلك, لأنه لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه ولا سيما في العقائد، ولا سيما فيما ظاهره الكفر والتشبيه فسكوت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن بيان هذا يدل على أن ما زعمه المؤلون لا أساس له كما نرى". انتهى.