للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرج الترمذي والحاكم عن أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر" (١).

وُلِيَ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه الخلافة بعهد من خليفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الصديق الأعظم أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه يوم توفي وذلك يوم الثلائاء لثمان بقيت من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة (فأقام) (٢) بالأمر أتم قيام، وكثرت الفتوحات في أيامه.

وفي سنة ثلاث وعشرين لما نفر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه من مني أناخ بالأبطح ثم استلقى ورفع يديه إلى السماء وقال: اللهم كبرت سني وضعفت قوتي وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط فما انسلخ ذو الحجة حتى قتل شهيدًا، وكان قد قال: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد نبيك، وكان قد قال في خطبته: رأيت كأن ديكًا نقرني نقرة أو نقرتين وإني لأراه حضور أجلي وإن قومًا يأمروني أن استخلف وإن اللَّه لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو عنهم راضي وقال يشهد عبد اللَّه بن عمر معهم وليس له من الأمر شيء" (٣).


(١) أخرجه الترمذي في مناقب عمر رضي اللَّه عنه رقم (٣٦٨٤) والحاكم في المستدرك (٣/ ٩٠)، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده بذاك. انتهى.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت عبد اللَّه ضعفوه وعبد الرحمن متكلم فيه والحديث شبه موضوع".
وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (٣/ ٥٣٣) رقم (١٣٥٧) وقال موضوع.
(٢) كذا في المخطوطتين والصحيح أن يقال: فأقام الأمر أتم قيام أو فقام بالأمر أتم قيام. واللَّه أعلم.
(٣) انظر هذه النصوص في طبقات ابن سعد (٣/ ٣٣٤) وما بعدها، وفي أسد الغابة (٤/ ١٧٣ - ١٧٤)؛ وفي تاريخ الإسلام للذهبي جزء فيه الخلفاء الراشدون (ص ١٠٤) وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>