وقال البغوي في شرح السنة: يحتمل الجمع بينهما بطريق أخرى بقوله: "لا هجرة بعد الفتح" أي من مكة إلى المدينة وقوله: "لا تنقطع" أي من دار الكفر في حق من أسلم إلى دار الإسلام "انتهى". راجع فتح الباري (١٧/ ٢٧٠) (١٦/ ٤٦) وشرح السنة للبغوي (١٠/ ٣٧١) وما بعدها. (١) ولم يتضح لي وجه استدلال المؤلف بهذه الآية على الهجرة، والذي ذكره المفسرون أن هذه الآية نزلت في البيعة الثانية وهي بيعة العقبة الكبرى وذلك أنهم اجتمعوا إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عند العقبة فقال عبد اللَّه بن رواحة للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: اشترط لربك ولنفسك ما شئت، فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا واشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم، قالوا فإذا فعلنا ذلك فما لنا؟ قال: "الجنة" قالوا: ربح البيع لا نقبل ولا نستقيل فنزلت: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} ثم هي بعد ذلك عامة في كل مجاهد في سبيل اللَّه من أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى يوم القيامة. انظر: القرطبي (٨/ ٢٦٧)؛ وابن كثير والبغوي (٤/ ٢٤٦ - ٢٤٧).