للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر الحافظ الذهبي في تجريده أبا ذؤيب، وذكر أنه حضر سقيفة بني ساعدة وصلى على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يره -يعني حيًا- (١).

وأما ورقة بن نوفل فمعدود من الصحابة لأنه أدرك النبوة وآمن حين جاءت خديجة بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إليه بعد البعثة فآمن به وصدقه فهو من الصحابة وذكر من خبره ما هو مشهور في الصحيح (٢).

واعلم أن الصحابة رضي اللَّه عنهم كلهم عدول (مقبولوا) (٣) الرواية فلا يسأل عن عدالة أحد منهم بالكتاب والسنة وإجماع المعتبرين من الأمة قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: ١١٠]

قيل اتفق المفسرون أن ذلك في الصحابة (٤) وإن رجح كثير عمومها في أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، فهم أولى بالدخول في العموم، وكذلك قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: ١٤٣].


(١) انظر: تجريد أسماء الصحابة للذهبي (ج ٢/ ١٦٤).
(٢) ورقة بن نوفل القرشي الأسدي اختلف في إسلامه وفي صحبته.
راجع ترجمته في الإصابة (١٠/ ٣٠٤).
(٣) في الأصل: (مقبولون) والمثبت من "ظ" وهو الصواب.
(٤) قال ابن الجوزي: "وفيمن أريد بهذه الآية أربعة أقوال:
أحدها: أنهم أهل بدر.
والثاني: أنهم المهاجرون.
والثالث: جميع الصحابة.
والرابع: جميع أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- نقلت هذه الأقوال كلها عن ابن عباس.
ورجح ابن كثير رحمه اللَّه عمومها في أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-. راجع زاد المسير لابن الجوزي (١/ ٤٣٨)؛ وتفسير ابن كثير مع البغوي (ج ٢/ ٢١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>